يشهد الاقتصاد الأمريكي حالة من القلق المتزايد بشأن المستقبل، مع تصاعد حالة الضبابية الاقتصادية وزيادة مستويات عدم اليقين. تتسارع المخاوف في الدوائر الرسمية والمواطن الأمريكي على حد سواء، فيما تتصاعد التوقعات بارتفاع التضخم وأسعار السلع نتيجة للتوترات المتعلقة بالرسوم الجمركية، إضافة إلى تعقيدات الأزمات المتراكمة بدءًا من أزمة كورونا إلى التوترات الجيوسياسية العالمية.
حجم الاقتصاد الأمريكي والتحديات القادمة
يعد الاقتصاد الأمريكي الأكبر عالميًا، حيث يبلغ حجم ناتجها المحلي الإجمالي حوالي 27 تريليون دولار. في المقابل، يأتي الاقتصاد الصيني في المرتبة الثانية، إذ يبلغ حجمه 18 تريليون دولار.
التحولات في النظام المالي العالمي وتأثيرها على الدولار
في حديث مع عدد من صناع القرار في الولايات المتحدة وفي المستوى الدولي، أكد العديد منهم على وجود تحول كبير في النظام المالي العالمي. هذا التحول يقلل تدريجيًا من وزن الدولار كعملة عالمية مهيمنة، لصالح زيادة التعامل بالعملات الدولية الأخرى مثل اليورو واليوان الصيني.
حاليًا، تربط 65 دولة عملاتها المحلية بالدولار الأمريكي. إلى جانب ذلك، يعد نظام “سويفت” هو نظام التحويلات المالية العالمي الذي أُطلق في عام 1973، ويربط 11 ألف بنك ومؤسسة في أكثر من 200 دولة، حيث يرسل أكثر من 40 مليون رسالة مالية يوميًا.
من خلال هذا النظام، يتم تداول تريليونات الدولارات بين الحكومات والشركات والمؤسسات المالية.
تراجع مؤشر الدولار وتغيرات في التجارة الدولية
شهد مؤشر الدولار الأمريكي، الذي يقيس قوة العملة الأمريكية مقابل 6 عملات رئيسية، تراجعًا بنسبة 1.1% في المتوسط، وهو أدنى مستوى له في أكثر من 3 سنوات.
يُحسب مؤشر الدولار الأمريكي كمتوسط مرجح مقابل 6 عملات رئيسية تشمل اليورو، الين الياباني، الجنيه الإسترليني، الدولار الكندي، الكرونة السويدية، والفرنك السويسري.
اليوان الرقمي ودور الصين في تحول النظام المالي العالمي
في تطور جديد، أصدر بنك الشعب الصيني (البنك المركزي الصيني) اليوان الرقمي كأول عملة رقمية تصدرها دولة من الاقتصادات الكبرى. تمثل هذه الخطوة تحولًا في عالم المعاملات المالية الرقمية، مما يعزز من التوقعات بزيادة التبادل التجاري باستخدام العملات المحلية، إلى جانب العملات الرقمية.
كما أن تزايد تعاملات الصين مع العديد من الدول بالعملات المحلية يؤثر أيضًا على مستقبل الدولار الأمريكي ويشكل جزءًا من التحولات التي يشهدها النظام المالي العالمي.
دور الدولار الأمريكي في التجارة الدولية
منذ صعود الولايات المتحدة كقوة عظمى عالمية بعد الحرب العالمية الثانية عام 1945، أصبح الدولار الأمريكي أكثر العملات تداولًا في التجارة الدولية.
يمثل الدولار حاليًا حوالي 88% من إجمالي تعاملات النقد الأجنبي حول العالم ويمثل نحو 55% من احتياطيات العملات العالمية. كما يُعد الدولار أهم عملة ضمن سلة العملات في احتياطي النقد الأجنبي لدى البنوك المركزية.
آلية تحديد سعر الدولار في أسواق الصرف
تحدد آلية العرض والطلب في الأسواق الحرة سعر المنتجات والخدمات، وكذلك العملات في سوق الصرف. يتحدد المعروض من الدولار وفقًا لمستوى الاحتياطيات الداخلية للبنوك ومدى تنازل العملاء عن عملاتهم لصالح البنوك.
بناءً على حجم الطلب من الأفراد والشركات، يتغير سعر الدولار على مدار اليوم داخل كل بنك.
تُدار غرفة المعاملات الدولية داخل كل بنك لتسعير العملات العربية والأجنبية. يتم إخطار شبكة الفروع بأسعار العملات المحلية أمام العملة الأجنبية، وتحدث هذه الأسعار بشكل دوري وفقًا لمستويات السيولة في السوق وحجم الطلب.