تشهد أسواق الذهب حالة من الترقب لقرارات الفيدرالي الأمريكي بشأن أسعار الفائدة، وعلى الرغم من أن المؤشرات الأولية تذهب للبقاء على أسعار الفائدة كما هي، ارتفعت أسعار الذهب بأكثر من 2%، اليوم الاثنين، مدعومة بتراجع الدولار وزيادة الطلب على أصول الملاذ الآمن بينما تترقب الأسواق قرار الفيدرالي الأمريكي بشأن أسعار الفائدة في وقت لاحق من الأسبوع.
ارتفاع أسعار الذهب عالمياً
وكسب المعدن الأصفر في المعاملات الفورية 2.3% إلى 3315.62 دولار للأونصة، وصعدت العقود الأمريكية الآجلة للذهب 2.5% إلى 3324.50 دولار للأونصة.
وانخفض مؤشر الدولار 0.5%، الذي يقيس أداء العملة الأمريكية مقابل سلة من ست عملات رئيسية، مما زاد من جاذبية الذهب لحائزي العملات الأخرى.
وفي وقت يترقب فيه المستثمرون وضوحاً أكبر بشأن السياسات التجارية بين أمريكا وشركائها، أعلن ترامب أمس الأحد، فرض رسوم جمركية بنسبة 100% على الأفلام المنتجة خارج الولايات المتحدة، وذلك دون توضيح كيفية تطبيق تلك الرسوم، ما أثار مخاوف جديدة بشأن التداعيات المحتملة لحرب تجارية عالمية.
وفي الأسبوع الماضي، أعلنت وزارة التجارة الصينية أن الولايات المتحدة أعربت مراراً عن استعدادها للتفاوض بشأن الرسوم الجمركية، مؤكدة ترحيب بكين بإجراء محادثات.
حول هذه المتغيرات، قال جيم ويكوف كبير المحللين في كيتكو ميتالز “نرى استمرار تدفق الطلب على الملاذ الآمن، مما يبقي أسعار الذهب مرتفعة… سيكون التداول بأسعار فوق مستوى ثلاثة آلاف دولار على الأقل في المدى القريب”.
وأضاف “لا أعتقد أنه من المتوقع أي تغيير في أسعار الفائدة في هذا الاجتماع، لكننا سنراقبه لنرى ما إذا كان الاحتياطي الاتحادي يميل إلى اتخاذ أي إجراء محدد”.
إقالة جيروم باول
من جهته، قال الرئيس الأمريكي دونالد ترامب إنه لن يقيل رئيس الفيدرالي جيروم باول، قبل انتهاء ولايته في مايو 2026، لكنه وصفه بـ”المتصلب تماما”، مجددا دعوته إلى خفض معدلات الفائدة.
وتراجعت رهانات المستثمرين على خفض الفائدة في يونيو، عقب بيانات وزارة العمل الأمريكية التي أظهرت إضافة عدد وظائف يفوق التوقعات خلال أبريل، مع بقاء معدل البطالة عند 4.2%، في مؤشر على استمرار قوة سوق العمل.
وتركّز الأسواق هذا الأسبوع على قرار البنك المركزي الأمريكي وتصريحات عدد من مسؤوليه، في محاولة لاستشراف مسار السياسة النقدية في الفترة المقبلة.
وأبقى الاحتياطي الاتحادي سعر الفائدة عند نطاق 4.25% و4.50 % منذ ديسمبر/ كانون الأول.
ومن المقرر أن تستأنف الأسواق الصينية التداول غدا الثلاثاء، بعد عطلة عيد العمال التي بدأت في الأول من مايو.
في السياق، قال بنك غولدمان ساكس في مذكرة “مع تباطؤ إنتاج الطاقة الشمسية في الصين حاليا وسط فائض المعروض، ومع مخاطر الركود المرتفعة في الولايات المتحدة، ومع استمرار قوة مشتريات البنوك المركزية من الذهب في عام 2025، فإننا نتوقع أن يستمر الذهب في التفوق على الفضة”.
وبالنسبة للمعادن النفيسة الأخرى، ارتفعت الفضة في المعاملات الفورية 1.3% إلى 32.39 دولار للأونصة، وزاد البلاتين 0.4% إلى 963.76 دولار، بينما تراجع البلاديوم 0.7% إلى 947.15 دولار.
التوقعات بشأن تثبيت أسعار الفائدة
يُتوقع على نطاق واسع أن يبقي “الاحتياطي الفيدرالي” أسعار الفائدة دون تغيير عندما يجتمع مجلس إدارته في واشنطن يومي الثلاثاء والأربعاء المقبلين. على الرغم من تصاعد المخاوف من دخول الاقتصاد في ركود، أظهرت بيانات حكومية نُشرت يوم الجمعة أن عدد الوظائف ارتفع بمقدار 177 ألف وظيفة خلال أبريل، في مؤشر على قوة سوق العمل.
ضغوط ترامب على باول
إذا ما قرر “الفيدرالي” فعلاً الإحجام عن خفض الفائدة، فقد يتعرض باول، الذي عيّنه ترمب في عام 2018، لمزيد من الضغوط.
قال ترمب في المقابلة المسجلة يوم الجمعة إن باول لا يريد خفض الفائدة “لأنه لا يدعمني، وهو ببساطة لا يحبني لأنني أعتقد أنه عاجز تماماً”.
ذكرت “بلومبرغ” أن مساعدي ترامب البارزين، ومن بينهم وزير الخزانة سكوت بيسنت، حثوه سراً على تهدئة الأسواق المتقلبة عبر التأكيد على أنه لا يخطط لإقالة باول. كان ترمب قد أثار المخاوف في منتصف أبريل عندما كتب على وسائل التواصل الاجتماعي: “لا يمكن لقرار إنهاء خدمة باول أن يأتي بالسرعة الكافية”، ثم قال للصحفيين في المكتب البيضاوي: “إذا أردته أن يغادر، فسوف يغادر بسرعة، صدقوني”.
دفاع ترامب عن الرسوم الجمركية
دافع ترمب كذلك عن سياسته التجارية، مؤكداً أن الشركات بدأت بنقل منشآتها الإنتاجية إلى الولايات المتحدة، مشيراً إلى أنه لا يستبعد جعل الرسوم الجمركية دائمة.
قال: “لن أفعل ذلك، لأنه إذا اعتقد أحد أن الرسوم ستُلغى، فلماذا سيقوم ببناء منشأة في الولايات المتحدة”.
عند سؤاله مجدداً عما إذا كان يدرس الترشح لولاية ثالثة رغم أن الدستور يمنع ذلك، قال ترامب إنه في 30 مارس أخبر شبكة “إن بي سي” أن “الكثير من الناس يريدون مني أن أفعلها”، لكن الوقت لا يزال مبكراً لاتخاذ قرار. إلا أنه بدا يوم الأحد مستبعداً للفكرة.
قال: “هذا ليس شيئاً أسعى إليه”، مشيراً إلى نائب الرئيس جي دي فانس ووزير الخارجية ماركو روبيو كخلفاء محتملين. أضاف: “أطمح إلى أربع سنوات عظيمة، ثم تسليم الراية لشخص آخر، ويُفضل أن يكون جمهورياً عظيماً يواصل المسيرة”.
توقعات “باركليز” و “جولدمان” بشأن أسعار الفائدة
توقع باركليز وجولدمان ساكس، أن يقرر مجلس الاحتياطي الفيدرالي (البنك المركزي الأمريكي) خفض أسعار الفائدة في يوليو، بعد تقرير للوظائف جاء أفضل من المتوقع.
البنكان كانا قد توقعا سابقا خفضا لأسعار الفائدة في يونيو، حيث أظهرت بيانات اليوم الجمعة ارتفاعا في الوظائف غير الزراعية بأكثر من المتوقع في أبريل، مع استقرار معدل البطالة عند 4.2%.
الفيدرالي كان قد أبقى في اجتماعه الأخير، على معدل الفائدة عند نطاق مستهدف بين 4.25% و4.5%، تماشيا مع التوقعات، فيما دفعت الرسوم الجمركية لتعديل التوقعات لمؤشرات الاقتصاد الأمريكي.
حتى سبتمبر 2024، كانت أسعار الفائدة عند أعلى مستوياتها في أكثر من 20 عاما عند نطاق بين 5.25% و5.5% في محاولة لكبح التضخم الذي بلغ ذروته عند 9.1% في يونيو 2022 قبل أن يتراجع إلى 2.8% فبراير الماضي.