كشفت البيانات الصادرة عن بنوك مركزية خليجية، منذ قليل، عن قرارها بتثبيت أسعار الفائدة على عملاتها، اقتداءً بقرار مجلس الاحتياطي الفيدرالي الأمريكي الذي ثبت سعر الفائدة مساء اليوم الأربعاء، للمرة الثالثة هذا العام.
قرارات مصرفي الإمارات وقطر بشأن الفائدة
وفي هذا الإطار، أعلن مصرف الإمارات المركزي الإبقاء على سعر الأساس لتسهيلات الإيداع لليلة واحدة عند مستوى 4.40%. كما قرر مصرف قطر المركزي تثبيت معدلات الفائدة دون تغيير، ليظل سعر العائد على الإيداع عند 4.60%، وسعر العائد على الإقراض عند 5.10%، فيما بقي سعر إعادة الشراء عند 4.85%.
الفيدرالي الأمريكي يُبقي على الفائدة دون تغيير
وكان البنك الفيدرالي الأمريكي قد أعلن، في وقت سابق من مساء اليوم، الإبقاء على سعر الفائدة دون تغيير، في خطوة جاءت متوافقة مع التوقعات، حيث قررت لجنة السوق المفتوحة الفيدرالية تثبيت النطاق المستهدف لسعر الفائدة الرئيسي عند مستوى يتراوح بين 4.25% و4.50%، وهو المستوى المعتمد منذ ديسمبر 2024.
أسعار الفائدة في دول الخليج
وتتأثر أسعار الفائدة في دول الخليج بشكل مباشر بقرارات الاحتياطي الفيدرالي الأمريكي، نظرًا لارتباط عملاتها بالدولار الأمريكي.
ويفرض هذا الارتباط النقدي على البنوك المركزية الخليجية، مثل البنك المركزي السعودي، والمصرف المركزي الإماراتي، ومصرف قطر المركزي، اتخاذ قرارات مماثلة لتلك التي يتخذها الفيدرالي الأمريكي للحفاظ على استقرار عملاتها المحلية.
وعلى سبيل المثال، بعد قرار الفيدرالي الأمريكي الأخير بتثبيت أسعار الفائدة، قررت البنوك المركزية الخليجية الإبقاء على أسعار الفائدة دون تغيير، مما يعكس التنسيق الوثيق بين السياسات النقدية في المنطقة والولايات المتحدة.
هذا التنسيق يهدف إلى الحفاظ على استقرار الأسواق المالية، وضمان جاذبية الاستثمارات، وتفادي تقلبات كبيرة في أسعار الصرف التي قد تؤثر سلبًا على الاقتصاديات الخليجية.
تراجع التضخم العالمي
وتوقع تقرير صادر عن “البنك الدولي”، تراجع أسعار السلع عالميًا إلى أدنى مستوياتها منذ مطلع العقد الأول من القرن الحادي والعشرين، ما قد يسهم في تهدئة الضغوط التضخمية على المدى القصير.
وأشار التقرير إلى أن هذا التراجع قد يشكل عبئًا إضافيًا على اقتصادات الدول النامية المُصدّرة للسلع، خصوصًا في ظل تباطؤ النمو العالمي وزيادة المعروض، لا سيما من النفط.
جدير بالذكر أن مجلس التعاون الخليجي يضم دول: “الإمارات، والسعودية، وقطر، والكويت، والبحرين، وسلطنة عمان”.
الاحتياطي يعاند ترامب
وقد يؤدي قرار الفيدرالي الأمريكي بتثبيت الفائدة إلى مزيد من الصراع مع إدارة الرئيس الأمريكي دونالد ترامب.
وطالب ترامب، يوم الأحد، الفيدرالي الأمريكي بخفض أسعار الفائدة، وقال إن باول «لا يُحبني لأنني أعتقد أنه مُتصلب تماماً».
ومع اقتراب التضخم من هدف الفيدرالي الأمريكي البالغ 2% حالياً، يُجادل ترامب ووزير الخزانة سكوت بيسنت في إمكانية خفض الاحتياطي الفيدرالي لسعر الفائدة.