سجلت أسعار النفط العالمية ارتفاعًا ملحوظًا في ختام تعاملات أمس الإثنين، لتصل إلى أعلى مستوياتها خلال أسبوعين، مدفوعة بأجواء التفاؤل الناتجة عن التوصل إلى اتفاق تجاري جديد بين الولايات المتحدة والصين يهدف إلى تقليص الرسوم الجمركية المتبادلة بين البلدين.
وقد عزز هذا الاتفاق المعنويات في الأسواق العالمية، ورفع من ثقة المستثمرين بتحسن الطلب العالمي على النفط، لا سيما مع بدء استئناف النشاط الاقتصادي بين أكبر اقتصادين في العالم.
ويأتي هذا التطور في وقت حساس تشهده أسواق الطاقة، خاصة مع إعلان منظمة أوبك وحلفائها في تحالف “أوبك+” عن خطط لزيادة الإنتاج خلال الشهور المقبلة، بالتزامن مع مفاوضات نووية أمريكية إيرانية قد يكون لها تأثير مباشر على المعروض العالمي من النفط، ما يُضفي مزيدًا من التعقيد على مشهد الأسعار.

أسعار النفط في جلسة اليوم
- خام برنت: ارتفع بنسبة 1.58% أو ما يعادل 1.01 دولار ليصل إلى 64.93 دولارًا للبرميل.
- خام غرب تكساس الوسيط (WTI): صعد بنسبة 1.52% أو 93 سنتًا ليُغلق عند 61.95 دولارًا للبرميل.
تفاصيل الاتفاق الأمريكي الصيني وتأثيره
جاء صعود أسعار النفط عقب إعلان اتفاق تجاري بين واشنطن وبكين يقضي بتقليص الرسوم الجمركية من 125% إلى 10%، مع الإبقاء على رسوم بنسبة 20% على واردات تتعلق بمادة الفنتانيل، ليصبح إجمالي الرسوم الأمريكية على الصين 30%.
وأعاد هذا الاتفاق الأمل للأسواق بتحسن العلاقات التجارية بين الطرفين، مما قد يؤدي إلى انتعاش اقتصادي عالمي يعزز بدوره الطلب على الطاقة.
تفاؤل بتحسن الطلب العالمي
سجل خام برنت وغرب تكساس أول مكاسب أسبوعية منذ منتصف أبريل، تجاوزت 4%، في ظل تفاؤل بأن انفراج العلاقات التجارية سيُفضي إلى زيادة الطلب على النفط، خاصة مع تحسّن حركة التجارة العالمية وعودة النشاط الصناعي في الصين والولايات المتحدة.
أوبك+ يخطط لزيادة الإنتاج وسط تحديات قادمة
ورغم هذه المكاسب، فإن الارتفاع الحالي قد يواجه تحديات في ظل إعلان تحالف أوبك+ عن نيته زيادة إنتاج النفط خلال مايو ويونيو، ما قد يؤدي إلى زيادة الإمدادات في السوق ويضغط على الأسعار نحو الهبوط مجددًا.
في الوقت نفسه، أظهر مسح لوكالة رويترز أن إنتاج أوبك انخفض بشكل طفيف خلال أبريل، ما يشير إلى وجود حالة من التوازن الدقيق بين العرض والطلب في الأسواق العالمية.
المفاوضات النووية تلقي بظلالها على السوق
وفي تطور سياسي له تأثير محتمل على أسواق النفط، اختتمت الولايات المتحدة وإيران جولة جديدة من المحادثات النووية غير المباشرة في سلطنة عمان، وسط مؤشرات على استمرار الحوار.
وقد يؤدي أي اتفاق نووي محتمل إلى زيادة صادرات إيران من النفط، مما قد يغير من ديناميكية المعروض في السوق، ويؤثر على الأسعار بشكل ملحوظ في المدى القريب.