ينساءل الكثير من المواطنين وتجار الذهب عن أسعار الذهب العالمية التي شهدت انخفاضًا طفيفًا، خلال تداولات أمس الأربعاء، وسط تراجع الإقبال على الملاذات الآمنة نتيجة انحسار التوترات التجارية بين الولايات المتحدة والصين، في الوقت الذي تترقب فيه الأسواق صدور بيانات جديدة عن التضخم الأمريكي لتحديد ملامح السياسة النقدية المقبلة للبنك الاحتياطي الفيدرالي.

وانخفض سعر أونصة الذهب بنسبة 0.4% ليصل إلى أدنى مستوياته خلال اليوم عند 3221 دولارًا للأونصة، بعد أن افتتح التداول عند 3252 دولارًا، ويجري تداوله حاليًا عند 3236 دولارًا للأونصة.

أقرأ أيضا

مقرر أممي معني بالحق في الغذاء: إسرائيل تستدرج الفلسطينيين للمساعدات في غزة ثم تقتلهم كالحيوانات

يونيو 6, 2025

وزير التموين: غرفة عمليات مركزية لمتابعة الأنشطة التموينية خلال إجازة عيد الأضحى

يونيو 6, 2025

أسباب تراجع أسعار الذهب محلياً وعالمياً

وجاء هذا التراجع بعد أن شهد الذهب ارتفاعًا محدودًا، يوم أمس، إلا أنه لا يزال يتداول عند أدنى مستوياته منذ أسبوع، متأثرًا بإعلان اتفاق تجاري مؤقت بين واشنطن وبكين، يوم الإثنين، الذي تضمن خفض الرسوم الجمركية الأمريكية على الواردات الصينية إلى 30%، مقابل رسوم صينية تبلغ 10% لمدة 90 يومًا.

الرئيس الأمريكي، دونالد ترامب، أشار إلى أنه لا يتوقع عودة الرسوم إلى مستوياتها السابقة البالغة 145% بعد انتهاء الفترة المحددة.

وأعرب عن تفاؤله بالتوصل إلى اتفاق دائم مع الصين، ما خفف من مخاوف الأسواق بشأن الركود، وزاد من شهية المستثمرين للمخاطرة، ما ساهم في تراجع الطلب على الذهب كملاذ آمن.

وفي المقابل، ارتفعت شهية المخاطرة لدى المستثمرين، واتجهت التدفقات المالية نحو الأصول ذات العائد المرتفع مثل الأسهم، في ظل تراجع نسبي للدولار الأمريكي لليوم الثاني على التوالي، بعد أن سجل أعلى مستوياته منذ أربعة أسابيع في بداية الأسبوع.

بيانات مؤشر أسعار المستهلكين

وفي سياق البيانات الاقتصادية، صدرت يوم أمس، بيانات مؤشر أسعار المستهلكين في الولايات المتحدة، والتي أظهرت ارتفاعًا في معدلات التضخم بأعلى من القراءة السابقة، ما يعزز الترقب لصدور بيانات مؤشر أسعار المنتجين يوم الخميس.

وتشير هذه البيانات إلى احتمالات متعددة بشأن توجهات الاحتياطي الفيدرالي بشأن أسعار الفائدة، في ظل توازن دقيق بين مخاوف التضخم وآفاق النمو الاقتصادي.

وتُظهر التحركات الأخيرة في الأسواق مرونة محتملة في سياسات الفيدرالي، إلا أن المخاوف من عودة التضخم بفعل الرسوم الجمركية تظل قائمة، ما يبقي الأسواق في حالة ترقب وحذر.

مشتريات الذهب

وفي تطورات مرتبطة، أعلن البنك المركزي الصيني مواصلة تعزيز احتياطياته من الذهب للشهر السادس على التوالي خلال أبريل، حيث أضاف 2.2 طن ليصل إجمالي احتياطي الذهب إلى 2295 طنًا، ما يعادل 6.8% من إجمالي الأصول الاحتياطية.

كذلك، أضافت صناديق الاستثمار الصينية المتداولة في الذهب تدفقات بقيمة 6.8 مليار دولار، ما يعادل 65 طنًا من الذهب، في أقوى أداء شهري لها على الإطلاق، رغم تباطؤ تلك التدفقات في بداية مايو.

وفي بورصة شنجهاي، سجلت عقود الذهب الآجلة مستويات تداول قياسية خلال أبريل، واستمرت الأحجام المرتفعة خلال أوائل مايو، ما يعكس استمرار اهتمام المستثمرين في السوق الصيني بالمعدن النفيس.

توقعات أسعار الذهب

تُظهر التحركات الحالية للذهب العالمي ميلًا للتراجع بعد الارتفاع الطفيف الذي شهده أمس، في ظل انخفاض الطلب على الذهب كملاذ آمن بفعل الاتفاق التجاري بين واشنطن وبكين، وترقب بيانات التضخم الأمريكية.

ويُتداول الذهب العالمي حاليًا فوق مستوى 3230 دولارًا للأونصة، وهو ما يمثل مستوى تصحيحيًا هامًا (50%) للموجة الصاعدة السابقة، وفي حال كسر هذا المستوى، فإن الضغوط قد تتزايد لدفع الأسعار إلى اختبار مستوى الدعم الرئيسي عند 3200 دولار للأونصة، بحسب “جولد بليون”.

وأضافت أن الذهب في مصر يتداول بالقرب من مستوى 4600 جنيه لجرام عيار 21، وهو ما يعكس استمرار الزخم البيعي في السوق، وقد يدفع الأسعار نحو المزيد من التراجع حال كسر هذا المستوى، خاصة مع غياب أي دعم من سعر صرف الدولار في الوقت الحالي.

أسعار الذهب في مصر

شهدت أسعار الذهب المحلية انخفاضًا خلال تداولات اليوم، متأثرة بانخفاض أسعار الذهب العالمية واستمرار الزخم الهابط، إلى جانب غياب الدعم من سعر صرف الدولار مقابل الجنيه.

افتتح الذهب عيار 21 الأكثر تداولًا اليوم عند مستوى 4625 جنيهًا للجرام، ليتم تداوله حاليًا عند 4613 جنيهًا، بعد أن ارتفع يوم أمس، بمقدار 10 جنيهات، مغلقًا عند 4640 جنيهًا للجرام.

ويعود تراجع أسعار المحلية إلى غياب الدعم من سعر صرف الدولار، الذي يشهد تراجعًا تدريجيًا، بالتزامن مع المراجعة الخامسة لصندوق النقد الدولي لبرنامج الإصلاح الاقتصادي في مصر، بعد صرف الشريحة الرابعة من التمويل البالغة 1.2 مليار دولار في أبريل الماضي.