شهدت أسواق النفط العالمية تقلبات حادة خلال الأسبوع الجاري، وسط مزيج من العوامل السياسية والاقتصادية التي أعادت رسم مشهد العرض والطلب، وتسببت في تغيّرات مفاجئة في حركة الأسعار. فبعد تراجع قوي تجاوز 2% خلال جلسة الخميس استعادت أسعار الخام بعضًا من خسائرها صباح الجمعة، بدعم من أجواء تفاؤلية نسبية بشأن العلاقات التجارية بين الولايات المتحدة والصين.
في المقابل، بقيت المخاوف حاضرة في السوق نتيجة إعلان الرئيس الأمريكي السابق دونالد ترامب عن اقتراب واشنطن من التوصل إلى اتفاق نووي جديد مع إيران، الأمر الذي أثار توقعات بعودة النفط الإيراني للأسواق العالمية، مما شكّل ضغطًا سلبيًا على الأسعار. كما زادت التوقعات بارتفاع الإمدادات العالمية من النفط من حالة الحذر بين المستثمرين، لا سيما بعد صدور تقرير وكالة الطاقة الدولية الذي أشار إلى ضعف التزام بعض أعضاء “أوبك+” بخفض الإنتاج.
ومع استمرار هذه العوامل المتشابكة، أنهت أسعار النفط الأسبوع على مكاسب طفيفة تفوق 1%، مدعومة باتفاق تجاري مؤقت بين الصين والولايات المتحدة، في انتظار مزيد من الوضوح حول مصير الاتفاق النووي وتأثيره على سوق الطاقة العالمي.

تحركات الأسعار في الأسواق العالمية
- خام برنت صعد بمقدار 17 سنتًا أي بنسبة 0.26% ليُسجل 64.70 دولارًا للبرميل.
- خام غرب تكساس الوسيط الأمريكي ارتفع بحوالي 18 سنتًا أو ما يعادل 0.29% ليسجل 61.80 دولارًا للبرميل.
ويأتي هذا الارتفاع بعد خسائر تجاوزت 2% في جلسة الخميس، مدفوعة بتصريحات سياسية أمريكية مفاجئة.
الاتفاق النووي المحتمل مع إيران يضغط على السوق
أثّرت تصريحات الرئيس الأمريكي دونالد ترامب بشأن اقتراب التوصل إلى اتفاق نووي مع إيران على حركة أسعار النفط، حيث أكد أن طهران أبدت موافقة جزئية على بعض البنود، مما دفع الأسعار للهبوط.
لكن، ووفقًا لتقارير نقلتها وكالة “رويترز”، فإن المفاوضات لا تزال متعثرة بسبب خلافات جوهرية، ما يجعل عودة النفط الإيراني إلى الأسواق مسألة غير محسومة بعد.
هدنة تجارية بين واشنطن وبكين تدعم الأسعار
من جهة أخرى، دعمت الأسواق أنباء الهدنة التجارية بين الولايات المتحدة والصين، التي تقضي بتجميد التصعيد الجمركي بين الجانبين لمدة 90 يومًا، ما خفف من حدة المخاوف بشأن تباطؤ الاقتصاد العالمي وضعف الطلب على الطاقة.
هذا الاتفاق المؤقت ساهم في الحد من تقلبات الأسعار ومنح الأسواق دفعة إيجابية، خصوصًا في ظل الأجواء العامة من الترقب والقلق.
ضغوط المعروض العالمي وارتفاع الإمدادات
ورغم التفاؤل النسبي، لا تزال الأسواق تواجه ضغوطًا قائمة من جهة المعروض، حيث أشارت مذكرة من بنك ANZ إلى أن التراجع في التوترات الجيوسياسية لم يُلغِ التحديات المتعلقة بزيادة الإنتاج العالمي، خصوصًا من أعضاء منظمة “أوبك”.
تقرير وكالة الطاقة الدولية
أبرز تقرير حديث صادر عن وكالة الطاقة الدولية، صدر يوم الخميس، توقعات بزيادة الإمدادات العالمية من النفط بنحو 1.6 مليون برميل يوميًا خلال العام الجاري، وهو ما يُمثل ارتفاعًا قدره 380 ألف برميل يوميًا عن التقديرات السابقة.
وأرجعت الوكالة هذه الزيادة إلى ضعف التزام السعودية ودول أخرى ضمن “أوبك+” بتخفيضات الإنتاج، مما قد يُخل بتوازن العرض والطلب في السوق مستقبلاً.