شهدت منطقة الخليج العربي جولة تاريخية وغير مسبوقة للرئيس الأمريكي دونالد ترامب في ولايته الثانية، قادته إلى كل من السعودية وقطر والإمارات، وأسفرت عن تعهدات استثمارية واتفاقيات بلغت قيمتها نحو 4 تريليونات دولار، مما يجعلها من أغنى الجولات الرئاسية الأمريكية على الإطلاق.
وفي خضم هذه التحركات الاقتصادية والسياسية، اتخذ ترامب قرارًا مفاجئًا برفع العقوبات عن سوريا، وأجرى أول لقاء له مع الرئيس السوري الجديد أحمد الشرع، ما مثل منعطفًا كبيرًا في السياسة الأمريكية تجاه دمشق.
وفي الوقت الذي كانت فيه الأوساط العربية تترقب بادرة أمريكية لوقف العدوان الإسرائيلي على قطاع غزة، صعدت تل أبيب هجماتها خلال أيام الجولة، ما أسفر عن سقوط مئات الشهداء، بينهم نساء وأطفال، في ظل استمرار الحصار وتفاقم الأزمة الإنسانية.
المحطة الأولى السعودية
استهل ترامب جولته من السعودية، حيث التقى بولي العهد محمد بن سلمان، ووقع الجانبان “وثيقة الشراكة الاقتصادية الاستراتيجية” إلى جانب 12 اتفاقية في مجالات الطاقة والتعدين والدفاع والتعليم والفضاء والبحث الطبي.
بلغت قيمة الاتفاقيات الموقعة أكثر من 300 مليار دولار، كما أعلن ولي العهد عن فرص تعاون مستقبلية بقيمة 600 مليار دولار.
وفي خطوة وصفت بـ”التاريخية”، أعلن ترامب من الرياض رفع العقوبات الأمريكية عن سوريا، والتقى بالرئيس السوري الجديد أحمد الشرع، في لقاء حضره ولي العهد السعودي والرئيس التركي رجب طيب أردوغان (عن بعد)، ما مثل تحولًا لافتًا في العلاقات الإقليمية.
المحطة الثانية قطر
في اليوم التالي، وصل ترامب إلى قطر، حيث أبرم صفقات بقيمة تتجاوز 243.5 مليار دولار شملت بيع طائرات بوينغ ومحركات جنرال إلكتريك.
ووقع اتفاقيات بقيمة 1.2 تريليون دولار لتعزيز التبادل الاقتصادي، إلى جانب صفقة عسكرية بـ42 مليار دولار تشمل أنظمة “ثاد” الدفاعية والطائرات المسيّرة الحديثة.
كما أعلنت الحكومة القطرية عن نيتها استثمار 10 مليارات دولار إضافية في توسعة قاعدة “العديد” الجوية الأمريكية.

المحطة الثالثة الإمارات
اختتم ترامب جولته في الإمارات، التي شهدت توقيع اتفاقيات بقيمة 200 مليار دولار مع الرئيس الإماراتي محمد بن زايد.
وشملت الاتفاقيات مجالات الدفاع والأمن والذكاء الاصطناعي والطيران.
وأعلنت شركة الاتحاد للطيران شراء 28 طائرة بوينغ، وأطلقت الإمارات مشروعًا عملاقًا للذكاء الاصطناعي بسعة 5 جيجاوات.
كما تعهدت الإمارات بضخ استثمارات بقيمة 1.4 تريليون دولار في الولايات المتحدة خلال العقد المقبل.
حصاد الزيارات الثلاث
أسفرت جولة الرئيس الأمريكي دونالد ترامب في الخليج عن حصاد استثماري واقتصادي غير مسبوق، تجاوزت قيمته الإجمالية 4 تريليونات دولار.
ففي السعودية، وقع الجانبان اتفاقيات بقيمة 300 مليار دولار، مع إعلان عن فرص تعاون مستقبلية تصل إلى 600 مليار دولار، إلى جانب تفاهمات نوعية في مجالات الطاقة والدفاع والفضاء.
أما في قطر، فقد بلغ مجموع الاتفاقيات نحو 1.2 تريليون دولار، منها صفقة عسكرية بـ42 مليار دولار، ومبيعات طيران بـ243.5 مليار دولار.
وفي الإمارات، وصلت قيمة الاتفاقيات إلى 200 مليار دولار، مع إعلان إماراتي عن استثمارات مستقبلية بقيمة 1.4 تريليون دولار في الاقتصاد الأمريكي.
وبذلك، شكّلت الجولة محطة محورية في ترسيخ النفوذ الاقتصادي والعسكري الأمريكي في المنطقة.
مجازر إسرائيلية خلال جولة ترامب
رغم التصريحات الأمريكية حول تحسين الأوضاع في غزة، تزامنت الجولة مع تصعيد غير مسبوق من قبل إسرائيل، أدى إلى استشهاد نحو 360 فلسطينيًا خلال أربعة أيام فقط، مقارنة بـ98 في الأيام التي سبقتها.
وشهدت تلك الفترة استهداف المستشفيات والمدارس ومراكز الإيواء، وسط دعوات دولية لوقف العدوان.
وبعد إفراج حماس عن الجندي الإسرائيلي الأمريكي عيدان ألكسندر كبادرة حسن نية، تعهد ترامب بالسعي لوقف إطلاق النار وتحسين الوضع الإنساني في القطاع، مشيرًا إلى أن “كثيرًا من الناس في غزة يتضورون جوعًا”.