أثارت الأنباء المتداولة بشأن نفوق نحو 30% من الثروة الداجنة في مصر حالة من القلق في الشارع المصري، وأشعلت موجة من الترقب في سوق الدواجن والبيض وسط مخاوف من ارتفاع وشيك في الأسعار.
وقد جاءت التصريحات المتضاربة بين مسؤولي القطاع والجهات الرسمية لتزيد من غموض المشهد، ما دفع العديد من الأطراف إلى المطالبة بالتروي وعدم الانسياق خلف معلومات غير موثقة.

تصريحات مثيرة للقلق
خلال الأيام الماضية، أدلى نائب رئيس الاتحاد العام لمنتجي الدواجن ثروت الزيني بتصريحات تلفزيونية أشار فيها إلى أن نسبة النفوق في بعض مزارع الدواجن قد تصل إلى 30% أو أكثر نتيجة أمراض وبائية، مؤكدًا وجود تحديات حقيقية تؤثر على استقرار السوق والأسعار.
وأوضح الزيني أن وزارة الزراعة سبق وأن عقدت اجتماعًا مع الاتحاد قبل خمسة أشهر لمناقشة خطة لمواجهة أي موجة مرضية محتملة، إلا أن تطورات الوضع الأخير قد تكون فاقت التوقعات.
أرقام غير واقعية تثير البلبلة
في المقابل رفض عبدالعزيز السيد رئيس شعبة الدواجن في الغرفة التجارية التصريحات المتداولة حول نفوق 30% من الدواجن، واصفًا إياها بأنها “غير دقيقة” و”تفتقر إلى المصدر الرسمي” محذرًا من أن مثل هذه التصريحات تفتح الباب أمام ارتفاع غير مبرر في الأسعار، وتؤدي إلى حالة من البلبلة في الأسواق.
وأكد السيد أن نسبة النفوق الطبيعي في مزارع الدواجن لا تتجاوز عادة 3 إلى 5% وحتى في أسوأ الظروف لا يمكن أن تصل إلى 30% مشددًا على أن أي بيانات دقيقة بهذا الشأن يجب أن تصدر عن الهيئة العامة للخدمات البيطرية فقط.
رد الهيئة البيطرية
من جانبها، أصدرت الهيئة العامة للخدمات البيطرية بيانًا حاسمًا أكدت فيه أن الحالة الصحية لقطاع الدواجن في مصر مستقرة ولا توجد بلاغات عن أي حالات نفوق جماعي.
وأوضحت أن فرق الترصد الوبائي المنتشرة في مختلف المحافظات لم ترصد أي مؤشرات لوجود أمراض وبائية أو مشاكل صحية غير معتادة.
كما أشارت الهيئة إلى أنها تقدم دعمًا فنيًا وإرشاديًا مستمرًا للمربين وتتابع حالة القطعان بشكل دوري ضمن خطة حكومية للسيطرة على أي طوارئ صحية.
حقائق وأرقام عن قطاع الدواجن في مصر
- الاستهلاك الشهري من الدواجن البيضاء: أكثر من 220 ألف طن
- الإنتاج السنوي في عام 2023: حوالي مليوني طن
- نسبة الاكتفاء الذاتي: بلغت 99.6%
- الجهة الرسمية لمتابعة الوضع الصحي: الهيئة العامة للخدمات البيطرية
تأثير الشائعات على السوق
يحذر خبراء القطاع من أن تداول معلومات غير مؤكدة بشأن النفوق قد يؤدي إلى زيادة غير مبررة في أسعار الدواجن والبيض، ويؤثر سلبًا على ثقة المستهلكين، في وقت تبذل فيه الدولة جهودًا لضبط الأسواق ومواجهة التضخم الغذائي.