اختتمت أسعار النفط تعاملات أمس الجمعة على ارتفاع ملحوظ، لتحقّق بذلك ثاني مكاسبها الأسبوعية على التوالي، وسط حالة من التفاؤل الحذر في الأسواق العالمية بشأن التهدئة في التوترات التجارية بين الولايات المتحدة والصين.
وجاء هذا الارتفاع رغم استمرار الضغوط الناتجة عن احتمال عودة الصادرات الإيرانية إلى السوق العالمية، في ظل إشارات إلى تقدم محتمل في المفاوضات النووية بين طهران وواشنطن.
وبحسب بيانات التداول ارتفع سعر خام برنت القياسي بنسبة 1.36% ليغلق عند 65.41 دولارًا للبرميل كما صعد خام غرب تكساس الوسيط الأمريكي بنسبة 1.41% ليصل إلى 62.49 دولارًا للبرميل بعد جلسة سابقة شهدت تراجعًا بأكثر من 2% على خلفية تصريحات الرئيس الأمريكي دونالد ترامب حول قرب التوصل لاتفاق نووي جديد مع إيران.

تفاؤل تجاري يدعم الأسعار
ساهم الإعلان عن تهدئة تجارية مؤقتة بين الولايات المتحدة والصين تشمل خفض الرسوم الجمركية المتبادلة لمدة 90 يومًا في دعم أسعار النفط عالميًا.
فقد أعاد هذا الاتفاق المؤقت بعض الثقة للمستثمرين وزاد من شهية الأسواق للمخاطرة، مما انعكس إيجابًا على أداء السلع وعلى رأسها النفط.
المخاوف من زيادة المعروض تعود إلى الواجهة
رغم المكاسب، لا تزال التحديات قائمة. إذ أشار محللو بنك ING إلى أن الاتفاق النووي المحتمل بين واشنطن وطهران قد يؤدي إلى عودة نحو 400 ألف برميل يوميًا من النفط الإيراني إلى الأسواق العالمية، مما قد يشكل ضغطًا كبيرًا على الأسعار خلال الفترة المقبلة.
زادت تصريحات ترامب بأن إيران وافقت “نوعًا ما” على الشروط الأمريكية من ترجيحات حدوث هذا السيناريو، مما دفع أسعار النفط للتراجع بأكثر من 2% قبل أن تعود للصعود بنهاية جلسات الأسبوع.
توقعات جديدة لإمدادات النفط في 2025
في سياق متصل، رفعت وكالة الطاقة الدولية توقعاتها لإمدادات النفط العالمية خلال عام 2025 بمقدار 1.6 مليون برميل يوميًا، بزيادة بلغت 380 ألف برميل عن تقديراتها السابقة.
ويأتي هذا التعديل في ظل تحركات مجموعة “أوبك+”، بقيادة السعودية، نحو تخفيف بعض تخفيضات الإنتاج التي تم تطبيقها سابقًا لدعم الأسعار.
أما على صعيد الطلب، فقد رفعت الوكالة تقديراتها بشكل طفيف بمقدار 20 ألف برميل فقط ما يعكس حالة من الحذر بشأن نمو الاستهلاك العالمي ويعزز في الوقت نفسه المخاوف من احتمالية تسجيل فائض في المعروض خلال العام المقبل.
كارثة بحرية تضيف توترًا لأسواق الطاقة
وفي تطور لافت قد يكون له تأثير مستقبلي على حركة النقل البحري للنفط، وقع حادث اصطدام بين ناقلة نفط وسفينة شحن في بحر الشمال، أسفر عن اشتعال النيران. وعلى الرغم من عدم تأثيره المباشر على أسعار النفط في جلسة الجمعة فإن مثل هذه الحوادث تظل مصدر قلق دائم لأسواق الطاقة خاصة مع تكرارها في مناطق شحن استراتيجية.