تراجعت أسعار النفط، اليوم الخميس، مع تصاعد المخاوف من احتمال زيادة معروض الخام في السوق العالمية، إثر تقارير تفيد بأن تحالف “أوبك+” يناقش رفع الإنتاج بدءًا من يوليو المقبل، ما قد يؤدي إلى اختلال التوازن بين العرض والطلب.
توقعات أوبك تهبط بأسعار النفط
وذكرت وكالة بلومبرج، أن منظمة البلدان المصدرة للبترول (أوبك) وحلفاءها، المعروفة باسم “أوبك+”، يبحثون زيادة إنتاجية قد تصل إلى 411 ألف برميل يوميًا في يوليو، رغم أن القرار لم يُحسم بعد.
وقال الشريك في Again Capital بنيويورك، جون كيلداف، إن المضاربة بشأن قرارات “أوبك+” هي العامل الأبرز وراء تحركات السوق اليوم، مضيفًا أن الأداء المتذبذب لبعض الدول مثل كازاخستان، التي لم تلتزم بالكامل بحصصها في الشهر الماضي، يزيد من الضغوط على السوق.
التوازن بين استقرار الأسعار وحصة أوبك
وأفادت رويترز، عن مصادر صناعية، ارتفاع إنتاج كازاخستان النفطي بنسبة 2% في مايو، ما قد يُعقد جهود “أوبك+” في تحقيق توازن دقيق بين استقرار الأسعار والحفاظ على حصتها السوقية.
انخفضت أسعار النفط 1% خلال تعاملات الخميس بعد تقرير أفاد بأن أوبك+ تناقش زيادة الإنتاج في يوليو، مما أثار مخاوف من أن تتجاوز أي زيادة محتملة في المعروض العالمي نمو الطلب.
وهبطت العقود الآجلة لخام برنت 64 سنتا بما يعادل 1% إلى 64.27 دولار للبرميل، فيما نزل خام غرب تكساس الوسيط الأمريكي 59 سنتا أو 1% إلى 60.98 دولار، بحسب بيانات وكالة رويترز.
وكانت وكالة بلومبيرج نيوز قد ذكرت أن منظمة البلدان المصدرة للبترول “أوبك” وحلفاءها، وهو التكتل المعروف باسم أوبك+، يناقشون إمكانية إجراء زيادة كبيرة أخرى في الإنتاج للشهر الثالث على التوالي في يوليو خلال اجتماعهم المقرر في الأول من يونيو، وفقًا لما ذكرته “سكاى نيوز عربية”.
ونقلت بلومبيرج عن مندوبين القول، إن زيادة الإنتاج 411 ألف برميل يوميا في يوليو من بين الخيارات المطروحة للنقاش، لكن لم يتم التوصل إلى اتفاق نهائي بعد.
وتعمل أوبك+ على تقليص حجم تخفيضات الإنتاج بضخ كميات إضافية في السوق في مايو ويونيو، وذكرت رويترز في وقت سابق أن المجموعة قد تعيد للسوق ما يصل إلى 2.2 مليون برميل يوميا بحلول نوفمبر.
وانخفضت الأسعار بالفعل بعد أن أظهرت بيانات إدارة معلومات الطاقة الأمريكية الصادرة أمس، ارتفاعا مفاجئا في مخزونات الخام والوقود الأسبوع الماضي، فيما بلغت واردات النفط الخام أعلى مستوى لها في ستة أسابيع، وتراجع الطلب على البنزين ونواتج التقطير.
تسريع وتيرة التراجع عن خفض الإنتاج
وفي وقت سابق، ذكرت رويترز أن “أوبك+” تدرس تسريع وتيرة التراجع عن خفض الإنتاج تدريجيًا، ومن الممكن أن تعيد حتى 2.2 مليون برميل يوميًا إلى السوق بحلول نوفمبر، في إطار خطة إنهاء تخفيضات الإنتاج.
وفي تقرير حديث، رأت محللة RBC Capital، هليما كروفت، أن السيناريو الأقرب للتحقق هو رفع الإنتاج بواقع 411 ألف برميل يوميًا بدءًا من يوليو، خاصة من جانب السعودية، مضيفة: “السؤال الحاسم هو ما إذا كانت التخفيضات الطوعية سيتم التراجع عنها بالكامل قبل دخول فصل الخريف، وفقًا للجدول الأصلي”.
مخزونات الوقود الأمريكية
من جانب آخر، زادت الضغوط على الأسعار بعد صدور بيانات إدارة معلومات الطاقة الأمريكية (EIA)، التي أظهرت ارتفاعًا غير متوقع في مخزونات الخام والوقود خلال الأسبوع المنتهي في 16 مايو، حيث ارتفعت مخزونات النفط الخام بمقدار 1.3 مليون برميل لتصل إلى 443.2 مليون برميل، بينما كان المحللون يتوقعون تراجعًا مماثلًا.
وفي تطور آخر قد يحد من خسائر الأسعار، صرح وزير الخارجية الأمريكي ماركو روبيو عبر منصة “إكس”، أن ترخيص شركة شيفرون للعمل في فنزويلا سينتهي في 27 مايو الجاري، ما قد يحدث تحولًا في المعادلة.