في ظل تسارع التحول الرقمي وتزايد التهديدات السيبرانية، باتت قضايا الأمن الرقمي على رأس أولويات المؤسسات والحكومات في الشرق الأوسط وإفريقيا. وللوقوف على التحديات والحلول، أجرينا هذا الحوار مع أسعد عرابي، المدير العام الإقليمي لأفريقيا وحوض المتوسط والأسواق الناشئة بشركة تريند مايكرو العالمية، المتخصصة في حلول الأمن السيبراني، وذلك على هامش الجولة العالمية التي تنظمها الشركة لتوعية المؤسسات حول أحدث التهديدات السيبرانية وأفضل سبل التصدي لها.
في البداية، ما أهمية الجولة العالمية التي نظمتها “تريند مايكرو” في المنطقة؟
بدأت هذه المبادرة كمؤتمر في أمريكا يحضره عدد محدود من خبراء الأمن السيبراني، لكننا أدركنا أهمية تعميم هذه المعرفة عالميًا. لذلك قمنا بتحويله إلى جولة عالمية تشمل أكثر من 100 مدينة حول العالم، بهدف الوصول إلى أكبر عدد ممكن من المتخصصين في هذا المجال.
نقدم خلال هذه الجولة محتوى تقني محدث، يتضمن معلومات عن أحدث الهجمات السيبرانية وتقنياتها، بالإضافة إلى الحلول المتطورة للكشف والاستجابة السريعة لها، ما يسهم في رفع مستوى الوعي والتأهب لدى المؤسسات.
ما هو تقييمكم لمكانة “تريند مايكرو” في أسواق الشرق الأوسط وإفريقيا؟
المنطقة تعتبر من الأسواق الناشئة، لكنها تشهد نموًا سريعًا في التحول الرقمي، ما يجعلها بيئة خصبة للهجمات السيبرانية. للأسف، وتيرة التوسع الرقمي تتجاوز أحيانًا قدرة المؤسسات على تأمين نفسها.
وفقًا لتقديراتنا، تكلفة الهجمات السيبرانية في إفريقيا وحدها بلغت نحو 4 مليارات دولار. ونحن في “تريند مايكرو” نعمل على سد هذه الفجوة من خلال حلول وقائية واستباقية، تضمن أن يكون الأمن السيبراني مرافقًا لخطط التحول الرقمي، لا تابعًا لها.
ما هي التحديات الرئيسية التي تعرقل تأمين البنية التحتية الرقمية في المنطقة؟
من أبرز التحديات أن العديد من الدول، ومنها مصر وشمال إفريقيا، ما زالت لا تسمح باستخدام الحوسبة السحابية في القطاعات الحكومية والمالية، مما يبطئ عملية التحول الرقمي ويحد من الاستفادة من التقنيات الحديثة.
نفهم تمامًا وجود مخاوف أمنية وراء هذا التردد، لكننا نؤكد أن لدينا حلولاً متكاملة لتأمين جميع طبقات البيئة السحابية: من مراكز البيانات، إلى إعدادات الشبكات، وصولًا إلى التطبيقات والخدمات.
هل تمتلكون حضورًا قويًا في السوق المصري؟ وما مدى التعاون مع الجهات الحكومية؟
نعم، لدينا تواجد واسع في مصر، يشمل الوزارات، البنوك، قطاع الاتصالات، والنفط والغاز، إضافة إلى القطاع التجاري. ما يميزنا أن لدينا حلولًا أمنية مرنة تتناسب مع المؤسسات سواء كانت تستخدم البيئة السحابية أو لا.
من حيث توزيع أعمالنا في مصر:
- 30% من التعاون مع الجهات الحكومية
- 30% مع القطاع المصرفي والمالي
- 40% مع باقي القطاعات
وهذا يعكس ثقة هذه الجهات بقدرتنا على توفير حلول أمنية متقدمة ومحلية في آن واحد.
إلى أي مدى تجدون المؤسسات في المنطقة مستعدة للتعامل مع تهديدات الأمن السيبراني؟
أنا متفائل جدًا. مستوى الوعي والمهارات لدى خبراء الأمن في المنطقة جيد جدًا ومبشر، وهناك إدراك متزايد بأهمية بناء بنية سيبرانية قوية.
لكننا نواجه تحديًا يتمثل في أن الهجمات السيبرانية تتطور بوتيرة متسارعة، وغالبًا ما تتجاوز إمكانات الدفاع التقليدية. لذلك نحن نركز الآن على تقديم حلول أمن استباقية، تعتمد على الذكاء الاصطناعي والتعلم الآلي للتنبؤ بالهجمات ومنعها قبل حدوثها.
ما رسالتكم الأخيرة للمؤسسات في المنطقة؟
التحول الرقمي لم يعد خيارًا، بل ضرورة. ولكن لا يمكن أن يكون ناجحًا دون أمن سيبراني قوي يرافقه. نحن في “تريند مايكرو” على استعداد لدعم الحكومات والمؤسسات عبر حلول متكاملة، محلية وسحابية، لمواجهة التحديات الجديدة بثقة وكفاءة.