شهدت أسواق النفط العالمية حالة من التذبذب خلال تعاملات أمس الجمعة 23 مايو، حيث سجلت الأسعار ارتفاعًا طفيفًا عند التسوية، لكنها اختتمت الأسبوع على خسائر ملحوظة، لتكون هذه الخسارة الأسبوعية الأولى منذ ثلاثة أسابيع.
ويأتي هذا التراجع في ظل ضغوط متزايدة ناجمة عن عدة عوامل، أبرزها التوقعات بزيادة محتملة في إنتاج تحالف “أوبك+” خلال الاجتماع المقبل المقرر عقده في الأول من يونيو، بالإضافة إلى التصريحات المثيرة للجدل للرئيس الأمريكي دونالد ترامب، التي دعا فيها إلى فرض رسوم جمركية بنسبة 50% على واردات الاتحاد الأوروبي، ما زاد من المخاوف بشأن تراجع الطلب العالمي على النفط.
كما ساهمت بيانات المخزونات الأمريكية الأخيرة في تعميق الضغوط على الأسعار، مع استمرار ارتفاع المخزونات لمستويات تقترب من تلك التي شهدها العالم خلال جائحة كوفيد-19.
وفي ظل هذه الأجواء المضطربة، يترقب المستثمرون تطورات سوق النفط خلال الأسابيع القادمة، وسط ترقب لبيانات الحفر الأمريكية والمفاوضات النووية بين واشنطن وطهران.

أسعار النفط في ختام تعاملات الجمعة 23 مايو
- ارتفعت العقود الآجلة لخام برنت بمقدار 34 سنتًا أو 0.53%، لتسجل 64.78 دولارًا للبرميل عند التسوية.
- صعد خام غرب تكساس الوسيط الأمريكي بنحو 33 سنتًا أو 0.54%، ليبلغ 61.53 دولارًا للبرميل.
- رغم هذا الارتفاع الطفيف، سجل الخامان خسائر أسبوعية بلغت نحو 2.4% لخام برنت، و3% لخام غرب تكساس، بعد تراجع الأسعار لأربع جلسات متتالية خلال الأسبوع.
زيادة إنتاج “أوبك+”
كشفت تقارير صحفية نقلًا عن وكالة بلومبرج أن هناك مقترحات مطروحة داخل تحالف “أوبك+” لرفع الإنتاج بمقدار 411 ألف برميل يوميًا في يوليو، ضمن خطة توسعية لم تحسم بعد ويرى محللو “آي إن جي” أن هذه الخطوة تمثل ضغطًا إضافيًا على سوق النفط، متوقعين أن يبلغ متوسط سعر خام برنت حوالي 59 دولارًا للبرميل خلال الربع الرابع من 2025، في ظل التحديات الحالية.
ارتفاع المخزونات الأمريكية يزيد الضغوط
أظهرت بيانات أمريكية حديثة ارتفاعًا ملحوظًا في مخزونات الخام، مع تنامي الطلب على التخزين لمستويات تقترب من تلك التي سُجلت خلال جائحة كوفيد-19، وفقًا لتقرير شركة “ذا تانك تايجر”.
ويعزز هذا الارتفاع في المخزونات القلق من تراجع الطلب العالمي في ظل الأوضاع الاقتصادية الحالية.
عوامل إضافية تؤثر على السوق
ينتظر المستثمرون بيانات عدد منصات الحفر والتنقيب في الولايات المتحدة التي تصدرها شركة “بيكر هيوز”، كمؤشر على اتجاهات الإنتاج الأمريكي كما تعد المفاوضات النووية بين واشنطن وطهران عنصرًا أساسيًا في تحديد مستقبل الإمدادات الإيرانية، حيث تُعقد جولة خامسة من هذه المباحثات في العاصمة الإيطالية روما اليوم.
التوترات التجارية بين أمريكا وأوروبا
زادت المخاوف في السوق بعد تصريحات الرئيس الأمريكي دونالد ترامب، التي دعا فيها إلى فرض رسوم جمركية بنسبة 50% على واردات الاتحاد الأوروبي، ما يهدد بتصعيد جديد في الحرب التجارية بين الجانبين، ويؤثر بشكل غير مباشر على الطلب العالمي للنفط.