قفزت أرصدة الذهب المدرجة في الاحتياطات الدولية لدى البنك المركزي المصري، خلال أبريل الماضي، إلى نحو 691.562 مليار جنيه، مقابل 636.765 مليار جنيه بنهاية مارس، وفقًا لما كشفت عنه بيانات المركزي اليوم.
كشفت قائمة المركز المالي الشهري للمركزي المصري، عن طفرة في احتياطي الذهب بالبنك المركزي المصري، وذلك خلال شهر أبريل 2025، بعدما زاد بمقدار 1.1 مليار دولار، فضلًا عما يمتلكه في خزائنه من أصول نقدية وأرصدة لدى البنوك.
احتياطي الذهب في البنك المركزي المصري
وأظهرت قائمة المركز المالي الشهري للبنك المركزي، عن شهر أبريل الماضي، أن أرصدة الذهب لديه سجلت قفزة كبيرة، بنحو 54.797 مليار جنيها زيادة خلال شهر واحد مقارنة بمارس 2025.
وأشارت قائمة المركز المالي إلى وصول احتياطيات الذهب لدى البنك المركزي المصري، إلى 691.562 مليار جنيه، ما يعادل 13.85 مليار دولار.
وزادت احتياطيات الذهب في البنك المركزي المصري، خلال شهر أبريل الماضي فقط، بنحو 1.1 مليار دولار، مقارنة بشهر مارس.
وبحسب إحصائيات مجلس الذهب العالمي، تمتلك مصر احتياطيات تقدر بنحو 128.27 طنًا، وذلك في فترة الربع الأول من عام 2025.
مصر بالمركز الـ28 عالمياً
وحلت مصر بتلك الاحتياطيات التي تمتلكها من الذهب في المركز 28 عالميا، فيما يخص أكثر البنوك المركزية امتلاكًا للذهب حول العالم.
وطبقًا للزيادات الأخيرة في احتياطيات الذهب لدى البنك المركزي المصري، وخاصة في الربع الثاني من العام الجاري 2025، فإنه من المرشح أن تتقدم مصر عددًا من المراكز في قائمة حيازات البنوك المركزية الممتلكة للذهب.
كميات الذهب المسلمة للبنك المركزي
يتزامن ذلك مع رفع شركة شلاتين للثروة المعدنية، كميات الذهب المسلمة للبنك المركزي خلال الربع الأول من العام الجاري بنسبة 10%، في ظل سعيها لزيادة توريداتها من المعدن الأصفر إلى المركزي بنسبة 25%.
وتدير شلاتين، الشركة المملوكة للدولة، عمليات تسلّم الذهب شهريًا من الشركات والأفراد المرخَّص لهم بالعمل في مناطق حقوق الامتياز التابعة لها في الصحراء الشرقية لتورد هذه الكميات من المعدن الأصفر إلى البنك المركزي حيث يتم تسعير الذهب الذي يتم تسليمه بناءً على أسعار البورصات العالمية، مقومًا بالدولار وفق سعر الصرف الرسمي للجنيه.
أسعار الذهب عالميًا ومحليا
ووفقًا لما كشفه مصدر حكومي لـ”الشرق بلومبرج” فإن شركة “شلاتين للثروة المعدنية” سلمت البنك المركزي، نحو 240 كيلوجرام ذهب بقيمة تجاوزت 550 مليون جنيه.
من جانبه، أكد الخبير الاقتصادي بلال شعيب، أن زيادة إنتاج الذهب يمثل خطوة هامة نحو تعزيز احتياطي المعدن الأصفر لدى البنك المركزي، لا سيما أن الذهب يُعد جزءًا أساسيًا من الاحتياطات الدولية للبلاد، ما يجعل أي زيادة في إنتاجه، سواء من مناجم الهيئة العامة للثروة المعدنية أو من تعاقدات خارجية، داعمةً لاحتياطي النقد الأجنبي لمصر.
وجاء ذلك فيما لا تزال أسعار الأوقية تسجل ارتفاعًا قويًا بنسبة 4.5% خلال الأسبوع الماضي بدعم من ضعف الدولار الأمريكي، وتصاعد التوترات التجارية بين الولايات المتحدة والاتحاد الأوروبي، خاصة بعد تصريحات الرئيس الأمريكي دونالد ترامب التي هدد فيها بفرض رسوم جمركية بنسبة 50% على واردات الاتحاد الأوروبي بدءًا من يونيو المقبل.
وتزامن هذا المشهد مع حالة من القلق في الأسواق المالية الأمريكية، بعد خفض تصنيف الدين الأمريكي من AAA إلى AA1 بواسطة وكالة موديز، ما زاد من إقبال المستثمرين على الذهب كملاذ آمن.
أوضح سعيد إمبابي، المدير التنفيذي لمنصة «آي صاغة» لتداول الذهب والمجوهرات إلكترونيًا، أن أسعار الذهب المحلية شهدت تراجعًا طفيفًا خلال تعاملات اليوم، حيث انخفض سعر جرام الذهب عيار 21 بنحو 20 جنيهًا مقارنة بإغلاق أمس ليسجل 4635 جنيهًا بينما بلغ سعر الجرام عيار 24 حوالي 5383 جنيهًا وعيار 18 نحو 4037 جنيهًا وعيار 14 عند 3140 جنيهًا.
أما سعر الجنيه الذهب فقد سجل حوالي 37680 جنيهًا.
في المقابل، ارتفعت سعر الأوقية عالميًا إلى 3358 دولارًا، محققة زيادة قدرها 154 دولارًا خلال الأسبوع.
العوامل المؤثرة في أسعار الذهب عالميًا
أشار إمبابي إلى أن ارتفاع أسعار الذهب خلال الأسبوع الماضي جاء مدفوعًا بزيادة الطلب العالمي على الذهب كملاذ آمن، مدعومًا بعدة عوامل رئيسية، أبرزها:
ضعف الدولار الأمريكي مقابل العملات الرئيسية.
تصريحات الرئيس الأمريكي دونالد ترامب بفرض رسوم جمركية على واردات الاتحاد الأوروبي بنسبة 50%.
تصاعد المخاوف المالية الأمريكية بعد إقرار ميزانية ضخمة بقيمة 4 تريليونات دولار من قبل مجلس النواب الأمريكي، وسط ترقب لموافقة مجلس الشيوخ.
تخفيض تصنيف الدين الأمريكي من AAA إلى AA1 بواسطة وكالة موديز.
تراجع تراخيص البناء في أبريل بنسبة 4%، رغم ارتفاع مبيعات المنازل الجديدة بنسبة 10.9%.
آفاق السوق وتوقعات الأسبوع المقبل
تترقب الأسواق العالمية خلال الأسبوع المقبل صدور بيانات اقتصادية مؤثرة، من بينها بيانات طلبيات السلع المعمرة ومحضر الاجتماع الأخير للاحتياطي الفيدرالي الأمريكي والتقدير الثاني للناتج المحلي الإجمالي.
ومؤشر أسعار نفقات الاستهلاك الشخصي الأساسية، وهو المقياس المفضل للاحتياطي الفيدرالي لمتابعة التضخم.
وفي ظل هذه الترقبات، يتوقع الخبراء استمرار الزخم الإيجابي في أسعار الذهب عالميًا، خاصة مع استمرار القلق بشأن الأصول الأمريكية، والتوترات الجيوسياسية المتزايدة في الساحة الدولية.