شهدت أسعار النفط العالمية ارتفاعًا طفيفًا خلال تعاملات اليوم الأربعاء، في ظل استمرار تقييم المستثمرين لتداعيات التطورات الأخيرة في أسواق الطاقة العالمية.
وجاء ذلك على خلفية القرار الأمريكي الذي أصدرته إدارة الرئيس دونالد ترامب، والذي يقضي بمنع شركة شيفرون الأمريكية من تصدير النفط من فنزويلا بموجب تفويض جديد للأصول، في خطوة اعتبرها مراقبون تهدف إلى تشديد الخناق على صادرات النفط الفنزويلية التي تعاني أصلًا من العقوبات المفروضة عليها.
ورغم هذا القرار الذي أثار قلقًا حول نقص الإمدادات، إلا أن الأسواق ظلت متحفظة في تفاعلها، بسبب التوقعات بزيادة إنتاج منظمة أوبك+ خلال الاجتماعات المقبلة، وهو ما حد من مكاسب الأسعار بشكل عام. تأتي هذه التحركات في وقت حساس تشهده الأسواق، حيث تتأثر الأسعار بعوامل متعددة تشمل الأوضاع الجيوسياسية، والسياسات الأمريكية تجاه روسيا، والتوقعات المتعلقة بفائض المعروض في النصف الثاني من العام الجاري، خاصة مع احتمالات زيادة الإنتاج من بعض أعضاء أوبك غير الملتزمين بالكامل بحصص الإنتاج.
ويترقب المستثمرون حاليًا نتائج اجتماع أوبك+ المقرر عقده اليوم الأربعاء، إضافة إلى اجتماع ثانٍ يوم السبت، والذي قد يتم خلاله اتخاذ قرارات بشأن زيادة الإنتاج لشهر يوليو المقبل.

أسعار النفط تسجل ارتفاعًا طفيفًا وسط ضغوط متباينة
سجلت العقود الآجلة لخام برنت ارتفاعًا بمقدار 25 سنتًا أو ما يعادل 0.4%، لتصل إلى 64.34 دولارًا للبرميل. كما صعد خام غرب تكساس الوسيط الأمريكي بمقدار 24 سنتًا أو 0.4% ليصل إلى 61.13 دولارًا للبرميل، وسط حالة من الترقب والقلق في الأسواق العالمية.
قرار أمريكي جديد يمنع شيفرون من تصدير النفط الفنزويلي
أصدرت الإدارة الأمريكية تفويضًا جديدًا يسمح لشيفرون بالاحتفاظ بأصولها في فنزويلا، لكنه يمنعها من تصدير النفط أو توسيع أنشطتها هناك.
وكان هذا القرار قد ألغى ترخيصًا سابقًا صدر في 26 فبراير الماضي. وأشار روبرت ريني، رئيس استراتيجية السلع والكربون في بنك ويستباك، إلى أن فقدان إمدادات شيفرون الفنزويلية سيؤدي إلى عجز في المصافي الأمريكية، مما قد يدفعها للاعتماد بشكل أكبر على الخام القادم من الشرق الأوسط.
أوبك+ تدرس زيادة الإنتاج رغم مخاوف نقص الإمدادات
من المتوقع أن يُعقد اجتماع أوبك+ اليوم الأربعاء، إلا أنه من غير المنتظر اتخاذ قرارات سياسية كبيرة، بينما قد يتم تحديد حجم زيادة الإنتاج لشهر يوليو خلال اجتماع ثانٍ مقرر يوم السبت. وتأتي هذه التحركات وسط توقعات بوجود فائض محتمل في المعروض خلال النصف الثاني من العام، وهو ما دفع أسعار النفط إلى التحرك بشكل هامشي في الجلسات الأخيرة، بحسب ما أوضحته كبيرة محللي الأسواق في شركة “فيليپ نوفا”، بريانكا ساشديفا.
مخاوف إضافية بسبب العقوبات الأمريكية المحتملة على روسيا
زاد التوتر في الأسواق بعد أن ألمح الرئيس الأمريكي ترامب إلى إمكانية فرض عقوبات جديدة على روسيا، وهو ما أثار قلق المستثمرين بشأن تدفقات الطاقة الروسية. وأشار محللو السلع في بنك ING إلى أن هذه التطورات تزيد من خطر فرض المزيد من العقوبات، بما قد يؤدي إلى تهديد الإمدادات العالمية للطاقة.