شهدت البورصة المصرية أداءً إيجابيًا ملحوظًا خلال تعاملات شهر مايو، حيث سجلت مؤشرات السوق صعودًا جماعيًا، وتمكنت من تحقيق مكاسب سوقية جديدة رغم التحديات المحيطة بالأسواق المالية، وبلغ رأس المال السوقي للأسهم المقيدة نحو 2.292 تريليون جنيه، مقارنة بـ 2.251 تريليون جنيه بنهاية الأسبوع السابق، محققًا زيادة تُقدّر بنحو 10.5 مليار جنيه.
أداء المؤشرات: ارتفاع جماعي وسط تحسن ثقة المستثمرين
أغلق المؤشر الرئيسي EGX30 تعاملات الشهر عند مستوى 32,696.7 نقطة، ليسجل ارتفاعًا بنحو 1.78% مقارنة بالأسبوع السابق، في إشارة إلى استمرار تحسن ثقة المستثمرين في السوق المصرية، كما صعد مؤشر EGX70 EWI بنسبة 1.24%، لينهي تعاملات الشهر عند 9,506 نقطة، وهو ما يعكس أداءً جيدًا لأسهم الشركات الصغيرة والمتوسطة.
أما مؤشر S&P، فسجل ارتفاعًا طفيفًا بنسبة 0.25%، مغلقًا الفترة عند مستوى 7,152 نقطة. ويشير هذا التحسن الطفيف إلى استقرار نسبي في أداء السوق الواسع النطاق.
نشاط التداول: قفزة كبيرة في أحجام وقيم التداول
شهدت تعاملات السوق خلال الأسبوع الحالي نشاطًا ملحوظًا، حيث بلغت إجمالي قيمة التداول نحو تريليون جنيه، بينما بلغت كمية التداول حوالي 57 مليار ورقة مالية تم تنفيذها عبر 2.1 مليون عملية، ويأتي ذلك بالمقارنة مع تداولات الأسبوع الماضي، التي سجلت قيمة تداول بلغت 1.3 مليار جنيه وكمية تداول قدرها 26.6 مليون ورقة مالية من خلال 1.862 مليون عملية، ما يعكس تحسنًا لافتًا في السيولة وتوسعًا في نشاط المستثمرين.
وعلى صعيد هيكل التداول، استحوذت الأسهم على 9.11% من إجمالي قيمة التداول داخل المقصورة، في حين مثلت السندات وأذون الخزانة النسبة الأكبر بنحو 90.89% خلال نفس الفترة.
توزيع التعاملات: الأجانب يسجلون صافي شراء والعرب يتجهون للبيع
من حيث فئات المستثمرين، استحوذ المصريون على النصيب الأكبر من التعاملات خلال الأسبوع بنسبة 86.6% من إجمالي التداولات على الأسهم المقيدة، تلاهم العرب بنسبة 6.8%، ثم الأجانب بنسبة 6.6%، وذلك بعد استبعاد الصفقات.
وسجّل المستثمرون الأجانب صافي شراء بقيمة 1.9 مليار جنيه، في حين اتجه المستثمرون العرب نحو البيع بصافي قدره 2.7 مليار جنيه، مما يشير إلى اختلاف واضح في استراتيجيات الاستثمار بين الفئات المختلفة خلال الأسبوع.
أما منذ بداية العام وحتى نهاية مايو، فقد شكلت تعاملات المصريين نحو 88.6% من إجمالي التداولات على الأسهم المقيدة، بينما بلغت نسبة الأجانب 6.9%، والعرب 6.8%.
ووفقًا للبيانات، فقد سجل الأجانب صافي بيع بقيمة 319 مليون جنيه، في حين بلغ صافي بيع العرب نحو 2.8 مليار جنيه خلال نفس الفترة.
نظرة مستقبلية
يُظهر الأداء الأخير للبورصة المصرية مؤشرات على استقرار نسبي وتحسّن تدريجي في معدلات السيولة ومستويات الثقة، خصوصًا مع تزايد شهية الاستثمار الأجنبي في الأسابيع الأخيرة.
ومن المتوقع أن يواصل السوق هذا الاتجاه الإيجابي في حال استمرت الإصلاحات الاقتصادية وتحسنت الأوضاع الكلية، وهو ما قد يعزز جاذبية السوق المصرية للمستثمرين المحليين والدوليين على حد سواء.