شهدت مؤشرات البورصة المصرية تراجعًا جماعيًا في مستهل جلسة اليوم الخميس، التي تمثل نهاية تعاملات الأسبوع، وسط ضغوط بيعية ملحوظة من جانب المستثمرين المصريين والأجانب، وجاء ذلك في الوقت الذي اتجه فيه المستثمرون العرب نحو الشراء، مما خفف جزئيًا من حدة التراجعات في السوق.
ضغوط بيعية تؤثر على المؤشرات الرئيسية

استهل المؤشر الرئيسي للبورصة المصرية “EGX30” تعاملات اليوم على انخفاض ملحوظ بنسبة بلغت 0.86%، ليسجل مستوى 32,651 نقطة، مقارنة بإغلاقه في الجلسة السابقة، وقد تأثر المؤشر بتراجع عدد من الأسهم القيادية في قطاعات البنوك والخدمات المالية والصناعة، والتي واجهت عمليات بيع مكثفة من المستثمرين المصريين والأجانب، حيث بلغ صافي قيمة مبيعاتهم نحو 25.8 مليون جنيه و600 ألف جنيه على الترتيب.
في السياق ذاته، هبط مؤشر “EGX70” متساوي الأوزان بنسبة 0.68% ليصل إلى مستوى 9,797 نقطة، فيما سجل مؤشر “EGX100” الأوسع نطاقًا والأكثر تمثيلًا لقطاعات السوق انخفاضًا بنسبة 0.73%، ليبلغ مستوى 13,281 نقطة، ما يعكس امتداد التأثير السلبي إلى الأسهم الصغيرة والمتوسطة أيضًا، وليس فقط على الشركات الكبرى المدرجة في “EGX30”.
تراجع في رأس المال السوقي وحجم التداول
لم يقتصر الأداء السلبي على المؤشرات فقط، بل شمل أيضًا رأس المال السوقي للبورصة، والذي سجل خسارة تُقدّر بـ 16 مليار جنيه، ليهبط من 2.332 تريليون جنيه في نهاية جلسة الأربعاء إلى 2.316 تريليون جنيه في بداية جلسة الخميس، وهذه الخسارة تعكس مدى تأثير التحركات البيعية المكثفة على القيمة السوقية للأسهم المتداولة، والتي تأثرت بتوجه المستثمرين المحليين والأجانب للتخارج النسبي من مراكزهم.
وبحسب بيانات السوق، فقد بلغ حجم التداول في مستهل الجلسة نحو 783.3 مليون جنيه، وهو ما يشير إلى مستوى متوسط من السيولة، إلا أنه لا يعكس تحسنًا في شهية المخاطرة لدى المستثمرين، بل قد يدل على إعادة هيكلة للمراكز المالية في ضوء التوقعات الضبابية للمرحلة المقبلة.
من ناحية أخرى، أظهرت تعاملات المستثمرين العرب اتجاهًا شرائيًا بصافي قيمة بلغت 26.4 مليون جنيه، وهو ما ساهم إلى حد ما في تقليص الخسائر الإجمالية للسوق، إلا أن هذا التوجه لم يكن كافيًا لدفع المؤشرات إلى المنطقة الخضراء.
نظرة مستقبلية حذرة
يبدو أن أداء البورصة المصرية ما زال يتسم بالحذر والترقب، في ظل ضغوط اقتصادية محلية وعالمية، فضلاً عن استمرار تذبذب الأسواق العالمية، ويتوقع محللون أن تشهد البورصة موجات تباين في الأداء خلال الفترة المقبلة، خاصة في ظل انتظار المستثمرين لمزيد من الوضوح فيما يخص السياسة النقدية وأسعار الفائدة، بالإضافة إلى تطورات الأوضاع الإقليمية والدولية التي تلقي بظلالها على معنويات المستثمرين.
ختامًا، فإن جلسة اليوم تمثل امتدادًا لحالة من الترقب والحذر التي تسيطر على المتعاملين في السوق، ما يستوجب مراقبة الأداء الفني للمؤشرات والأسهم القيادية خلال الأسبوع المقبل لتحديد ما إذا كانت هذه التراجعات تمثل بداية لموجة تصحيح واسعة، أم أنها مجرد حركة عرضية مؤقتة في نطاق ضيق.