شهدت البورصة المصرية تراجعًا حادًا خلال جلسة تداول اليوم الأحد، وهي أولى جلسات الأسبوع، وسط موجة من الخسائر التي طالت جميع المؤشرات الرئيسية والثانوية، في ظل تصاعد التوترات الجيوسياسية في منطقة الشرق الأوسط، ما دفع المستثمرين إلى الترقب والقلق، وخلق موجة بيعية واضحة من قبل المستثمرين المصريين والأجانب.
خسائر عنيفة تطال المؤشرات والأسهم

هبط المؤشر الرئيسي للبورصة EGX30 بنسبة 5.88% بحلول منتصف جلسة اليوم، مسجلًا مستوى 30,598 نقطة، في تراجع يعد من الأكبر منذ شهور، ويعكس حالة القلق الحاد بين المستثمرين، كما تراجع مؤشر EGX70 للشركات الصغيرة والمتوسطة بنسبة 6.06% ليصل إلى 9,023 نقطة، فيما فقد مؤشر EGX100 الأوسع نطاقًا نحو 5.99%، لينخفض إلى مستوى 12,287 نقطة.
وشهد مؤشر الشريعة الإسلامية أيضًا انخفاضًا ملحوظًا بنسبة 5.31% عند مستوى 3,191 نقطة، ما يعكس التراجع الجماعي لكافة قطاعات السوق، مع غياب شبه تام لأي قطاعات رابحة خلال الجلسة.
رأس المال السوقي يخسر 106 مليارات جنيه
تكبّد رأس المال السوقي للأسهم المقيدة خسائر فادحة، حيث تراجع إلى 2.190 تريليون جنيه، مقارنة بنحو 2.296 تريليون جنيه في ختام جلسة الخميس الماضي، أي بخسارة بلغت نحو 106 مليار جنيه خلال جلسة واحدة فقط.
وشهدت الجلسة تداولات بلغت قيمتها الإجمالية نحو 2.5 مليار جنيه، من خلال تنفيذ 81.02 ألف عملية على نحو 651.98 مليون ورقة مالية.
واتجه المستثمرون العرب نحو الشراء بصافي قيمة بلغ 87.3 مليون جنيه، بينما سلك كل من المستثمرين المصريين والأجانب مسارًا بيعيًا بصافي قيمة بلغت 12.6 مليون و74.7 مليون جنيه على التوالي.
وفي مستهل الجلسة، كان المؤشر الرئيسي قد هبط بنسبة 5.51% ليسجل مستوى 30,721 نقطة، كما انخفض مؤشر الشريعة بنسبة 4.62% إلى 3,214 نقطة، وبلغت خسائر رأس المال السوقي آنذاك نحو 109 مليار جنيه، مقارنة بمستوى إغلاقه في جلسة الخميس.
توترات الشرق الأوسط تلقي بظلالها على المستثمرين
عزت حنان رمسيس، خبيرة أسواق المال، هذا التراجع العنيف إلى استمرار التوترات الجيوسياسية، لاسيما بعد تنفيذ إسرائيل سلسلة من الغارات الجوية ضد أهداف إيرانية، شملت مواقع نووية وشخصيات أمنية بارزة، وأوضحت أن تصاعد هذه الأزمات يشعل حالة من القلق لدى المستثمرين المحليين والأجانب، ويجعل من السوق المصري أكثر عرضة للاضطرابات، خاصة في ظل طبيعة المستثمرين التي تميل إلى الحذر في أوقات التوتر.
وأشارت رمسيس إلى أن أي بوادر لتهدئة الأوضاع الجيوسياسية في المنطقة من شأنها أن تنعكس إيجابيًا على أداء السوق في الجلسات المقبلة، مشددة على أن السوق لا يزال يحتفظ بمقومات قوية على المدى الطويل، لكن التعافي مرهون بتحسن المناخ السياسي والأمني في الإقليم.
في ظل الوضع الحالي، تظل تحركات السوق مرتبطة بشكل وثيق بالتطورات الإقليمية، إذ أن استمرار التوترات قد يدفع المؤشرات لمزيد من الهبوط، في حين أن استقرار الأوضاع قد يكون بمثابة فرصة لعودة الشراء وتجدد النشاط الاستثماري، وعلى المستثمرين توخي الحذر، ومراقبة الأوضاع الجيوسياسية عن كثب قبل اتخاذ قرارات استثمارية جديدة.