شهدت البورصة المصرية خلال تعاملات اليوم الثلاثاء، تعافيًا ملحوظًا بعد موجة من التراجعات التي سادت السوق في مستهل الأسبوع، متأثرة بمخاوف المستثمرين من تصاعد التوترات الجيوسياسية في المنطقة، خصوصًا بين إسرائيل وإيران، وتمكنت مؤشرات السوق من الارتفاع الجماعي بدعم من عمليات شراء قوية نفذها المستثمرون العرب والأجانب، في محاولة لاقتناص فرص استثمارية عقب التراجعات الأخيرة.
المؤشر الرئيسي يخترق حاجز 31 ألف نقطة

بحلول الساعة 10:30 صباحًا بتوقيت القاهرة، سجل المؤشر الرئيسي “إيجي إكس 30” صعودًا بنسبة 0.2%، ليصل إلى مستوى 31,111 نقطة، متجاوزًا بذلك حاجز 31 ألف نقطة مجددًا، وسط زخم شرائي من المستثمرين غير المصريين، وهو ما يشير إلى عودة الثقة تدريجيًا في السوق بعد حالة القلق التي سيطرت في الأيام الماضية.
وشهدت المؤشرات الأخرى أيضًا أداءً إيجابيًا، حيث ارتفع مؤشر الأسهم الصغيرة والمتوسطة “إيجي إكس 70” بنسبة 0.9% مسجلًا 9,295 نقطة، كما صعد المؤشر الأوسع نطاقًا “إيجي إكس 100” بنسبة 0.6%، ليصل إلى 12,584 نقطة، في إشارة إلى تحسن نسبي في معنويات المستثمرين بمختلف شرائحهم.
تعاملات المستثمرين وتحركات رؤوس الأموال
على صعيد تعاملات المستثمرين، أظهرت البيانات توجه المستثمرين الأجانب والعرب نحو الشراء، حيث سجل الأجانب صافي شراء بقيمة 6.4 مليون جنيه، فيما بلغ صافي شراء المستثمرين العرب نحو 8.5 مليون جنيه.
وفي المقابل، اتجه المستثمرون المصريون للبيع بصافي 15 مليون جنيه، وهو ما يعكس استمرار حركة إعادة هيكلة المحافظ الاستثمارية المحلية.
أما المؤسسات، فقد اتجهت المؤسسات المصرية نحو الشراء بقوة بصافي تعاملات بلغت نحو 40.8 مليون جنيه، في حين سجلت المؤسسات العربية صافي بيع بقيمة 4 ملايين جنيه، والأجنبية بصافي 118 ألف جنيه، وهو ما يشير إلى تفاوت في استراتيجيات المؤسسات بحسب طبيعة المخاطر التي تقيّمها.
رأس المال السوقي والتداولات
رغم الأداء الإيجابي للمؤشرات، سجل رأس المال السوقي للأسهم المقيدة تراجعًا بنحو 3.3 مليار جنيه، ليصل إلى 2.216 تريليون جنيه، أي ما يعادل نحو 65 مليون دولار. ويعزى هذا التراجع إلى عمليات جني أرباح جزئية في بعض الأسهم القيادية بعد ارتفاعها أمس.
بلغت قيمة التداول الإجمالية في السوق 506 ملايين جنيه، من خلال تداول نحو 124 مليون سهم عبر 17.5 ألف صفقة منفذة. وشهد السوق ارتفاع أسعار 65 سهمًا، في حين تراجعت أسعار 29 سهمًا، واستقرت أسعار 103 أسهم دون تغيير.
هذا الأداء يعكس تحسنًا تدريجيًا في البورصة المصرية، لكن يبقى مرهونًا بمستجدات الأوضاع الإقليمية والعالمية، واستمرار دعم السيولة المحلية والأجنبية للأسهم القيادية، ما قد يدفع السوق لمزيد من الاستقرار أو التقدم خلال الجلسات المقبلة.