أعلن الفنان الكبير علي الحجار عن تأجيل إصدار ألبومه الغنائي الجديد الذي كان من المقرر طرحه خلال الأيام القليلة المقبلة، وذلك مراعاةً للظروف السياسية والإنسانية التي تمر بها المنطقة حاليًا.
وكتب الحجار عبر صفحته الرسمية على موقع “فيسبوك”: “نظرًا للظروف اللي بتمر بيها المنطقة، حنأجل شوية طرح ألبوم شيء من كل شيء”، في إشارة منه إلى ضرورة التأني في إصدار العمل احترامًا لما يعيشه المواطن العربي من أحداث وأزمات.

هذا الألبوم كان من المنتظر أن يشكل نقلة فنية جديدة للفنان الذي اعتاد جمهوره على الأعمال الهادفة ذات البعد الإنساني والوطني، حيث يتضمن الألبوم مجموعة متنوعة من الأغاني التي تعكس تجارب مختلفة في الحياة والفكر.
إحياء التراث من خلال مشروع “100 سنة غنا”
في سياق فني آخر، يواصل علي الحجار مساهماته الثقافية والفنية من خلال مشاركته في المشروع الضخم “100 سنة غنا”، الذي تنظمه وزارة الثقافة المصرية بالتعاون مع دار الأوبرا برئاسة الدكتور علاء عبد السلام.
ويهدف المشروع إلى توثيق وتقديم تاريخ الغناء والموسيقى في مصر والعالم العربي خلال القرنين التاسع عشر والعشرين، عبر أمسيات فنية تجمع بين الغناء والدراما والاستعراض المسرحي، بما يبرز ريادة مصر الفنية في المنطقة.
وكانت إحدى أبرز الفعاليات ضمن هذا المشروع قد أقيمت خلال الفترة الماضية، واحتُفي فيها بالموسيقار الراحل فريد الأطرش، بمشاركة مجموعة من الأصوات الشابة مثل أميرة أحمد، ياسمين علي، وفتحي ناصر، وذلك بحضور جماهيري كبير جعل الحفل “كامل العدد”.
الفعالية التي أخرجها مهدي السيد وكتب السيناريو لها الكاتب الصحفي أيمن الحكيم، تميزت بتكامل عناصر الإنتاج الفني، من موسيقى وتوزيع وديكور وإضاءة وتصميم رقصات، حيث شارك في التوزيع عدد من الموسيقيين الشباب من بينهم شادي مؤنس، أحمد صالح، أحمد شعتوت، أحمد علي الحجار، ويوسف صادق.
منصة للمواهب الشابة وتأكيد على الهوية الفنية المصرية
يُعد مشروع “100 سنة غنا” بمثابة منصة حقيقية لدعم المواهب الشابة في مجال الغناء والموسيقى، حيث يتيح لهم فرصة الوقوف على خشبة مسرح دار الأوبرا العريق، والتفاعل مع الجمهور في إطار احترافي، ما يسهم في إبراز إمكانياتهم وتعزيز ثقتهم بأنفسهم.
كما أن المشروع لا يكتفي بالتوثيق الغنائي، بل يسلط الضوء أيضًا على التغيرات الاجتماعية والسياسية التي انعكست على الموسيقى المصرية والعربية، مقدمًا بذلك محتوى غنيًا ومعبرًا يتجاوز الترفيه إلى توصيل رسائل فكرية وثقافية.
وفي الوقت الذي يؤجل فيه علي الحجار ألبومه احترامًا للواقع الإقليمي، يثبت من خلال مشاركته في هذا المشروع الكبير أن للفن دورًا جوهريًا في تشكيل الوعي الجمعي وصون الهوية الثقافية.