في مشهد مأساوي ومؤثر، انهار صباح اليوم عقار سكني مكون من سبعة طوابق في منطقة حارة محمد عنايت، المتفرعة من شارع قدري بحي السيدة زينب العريق، ما أسفر عن حالة من الذعر والحزن الشديد بين السكان، خاصة بعد أن تبين أن هذا العقار كان يضم في السابق منزل الطفولة للفنان الراحل نور الشريف، أحد أعلام الفن المصري والعربي.
مدير التصوير محسن أحمد يوثق اللحظات الأخيرة

روى مدير التصوير محسن أحمد، أحد شهود العيان القريبين من موقع الحادث، تفاصيل اللحظات المرعبة التي سبقت انهيار العقار، وذلك عبر منشور كتبه على حسابه الشخصي بموقع “فيسبوك”. قال فيه:
“فجأة اهتز المنزل، ظننتها هزة أرضية، ولكنها كانت لحظة انهيار العقار رقم 20، بينما أسكن أنا في رقم 16، يفصلنا مبنى واحد فقط، هذا هو المنزل الذي عاش فيه الفنان الراحل نور الشريف والمخرج حافظ أمين، وتحول في لحظات إلى كومة من التراب”.
وأضاف محسن أحمد داعيًا بالنجاة لمن كانوا بداخله: “اللهم سلم، اللهم أنقذ من تبقى تحت الأنقاض، كان الأمر مفاجئًا وصادمًا، الحي بأكمله في حالة ذهول”.
المنزل الذي حمل ذكريات نور الشريف
العقار المنهار، والذي يعود إلى رقم 20 بشارع محمد عنايت، يحمل أهمية خاصة ليس فقط لأهالي المنطقة، بل أيضًا لمحبي الفنان الكبير نور الشريف، فقد وُلد الشريف، واسمه الحقيقي “محمد جابر”، في هذا المنزل، وقضى فيه سنوات طفولته الأولى قبل أن يشق طريقه نحو عالم الفن ويصير أحد أبرز نجوم الدراما والسينما في مصر والعالم العربي.
أهالي المنطقة أكدوا في تصريحات صحفية أن المنزل المنهار هو ذاته الذي ارتبط وجدانيًا بنور الشريف، حيث كان يحرص دائمًا على ذكر ذكرياته فيه خلال لقاءاته الإعلامية، ويشير إليه كمصدر لحنينه وارتباطه بجذوره الشعبية في السيدة زينب.
استمرار عمليات الإنقاذ وسط ترقب وحزن
وبحسب البيان الصادر عن الجهات الرسمية، فإن الحماية المدنية لا تزال تواصل جهودها لرفع الأنقاض والبحث عن ناجين، فيما تم تأكيد وفاة سيدة واحدة على الأقل حتى الآن، مع إصابة عدد آخر من السكان، ولا تزال فرق الإنقاذ تعمل بلا توقف، وسط توتر وانتظار حذر من قبل الأهالي، الذين تجمعوا في محيط المكان يترقبون أي أخبار عن ذويهم أو أصدقائهم المفقودين.
المشهد المأساوي فتح من جديد ملف العقارات القديمة والمتهالكة في القاهرة، خاصة في المناطق الشعبية، حيث تعاني العديد من الأبنية من إهمال الصيانة وتهالك البنية التحتية، ما يجعلها عرضة للانهيار في أي لحظة.
رحل نور الشريف، لكن ذكراه ما زالت حاضرة، واليوم يعاد فتح صفحات من طفولته بعد أن سقط البيت الذي ضمه يومًا ما طفلًا واعدًا قبل أن يصبح رمزًا فنيًا خالداً.