في تصعيد خطير ينذر بتوسّع رقعة الصراع في المنطقة، توعد رئيس الوزراء الإسرائيلي، بنيامين نتنياهو، إيران برد قوي ومباشر، عقب هجوم صاروخي واسع النطاق نفذته طهران صباح اليوم الخميس، استهدف مواقع حيوية ومدنية داخل إسرائيل، من بينها مستشفى ومقر البورصة، وأسفر عن عشرات المصابين، بينهم حالات حرجة.
هجوم صاروخي إيراني يستهدف منشآت مدنية واستراتيجية
شنّت إيران صباح الخميس وابلًا من الصواريخ بلغ عددها نحو 30 صاروخًا، استهدفت مناطق في جنوب ووسط إسرائيل، في هجوم وُصف بالأعنف منذ اندلاع الحرب بين الجانبين.

وبحسب وسائل إعلام إسرائيلية، أصابت بعض الصواريخ مستشفى “سوروكا” في مدينة بئر السبع، وهو أكبر مركز طبي في جنوب البلاد، بالإضافة إلى مقر البورصة الإسرائيلية، ما ألحق دمارًا واسعًا بالموقعين وأدى إلى وقوع عدد من الإصابات.
هيئة الإسعاف الإسرائيلية، “نجمة داوود الحمراء”، أفادت بأن الهجوم أسفر عن إصابة 65 شخصًا، بينهم 5 حالات خطرة، أبرزهم رجل يبلغ من العمر 80 عامًا وامرأتان في السبعينات، في حين أصيبت امرأتان في الثمانينات بجروح متوسطة، كما أُصيب 42 شخصًا آخرون بجروح طفيفة بسبب الشظايا وموجات الانفجار، فيما أصيب 18 آخرون أثناء محاولتهم الفرار إلى الملاجئ.
وتم إجلاء 17 مصابًا من منطقة حولون، حيث سقط أحد الصواريخ مباشرة على موقع مدني، بينما نُقل 33 مصابًا آخر من منطقة رمات جان، ما يعكس اتساع نطاق الأضرار البشرية والمادية التي لحقت بالمدن الإسرائيلية جرّاء القصف.
نتنياهو يصعّد ويتوعد: “سيدفعون الثمن”
في أول تعليق له على التصعيد، قال نتنياهو: “الطغاة الإرهابيون في إيران أطلقوا هذا الصباح صواريخ على مستشفى وسكان مدنيين في وسط إسرائيل، سنجعل الطغاة في طهران يدفعون الثمن”، في رسالة مباشرة تحمل تهديدًا واضحًا بتوسيع الرد العسكري الإسرائيلي.
وفي السياق ذاته، أعلن وزير الدفاع الإسرائيلي، يسرائيل كاتس، أن رئيس الوزراء أصدر تعليمات فورية بتكثيف الهجمات على أهداف استراتيجية وحكومية داخل إيران، بهدف تقويض بنية النظام الإيراني ومنع مزيد من الهجمات على إسرائيل، وأكدت صحيفة “يديعوت أحرونوت” الإسرائيلية أن هذه التعليمات تُنفَّذ بشكل فوري، في إطار الرد الإسرائيلي على الضربة الإيرانية.
من جهتها، أعلنت وكالة “إرنا” الإيرانية الرسمية أن الهجوم الصاروخي الإيراني استهدف “مراكز قيادة للجيش الإسرائيلي ومقرًا للاستخبارات”، في إشارة إلى أن العملية كانت موجهة ضد أهداف عسكرية بالدرجة الأولى.
التطورات الأخيرة تنذر بتصعيد خطير قد يُدخل المنطقة في مرحلة جديدة من المواجهة المباشرة بين إيران وإسرائيل، بعد أن كانت أغلب الاشتباكات تجري عبر وكلاء أو على أراضٍ ثالثة، وبين تهديدات تل أبيب وتعهدات طهران، يبقى الترقب سيد الموقف، بينما يحبس العالم أنفاسه في انتظار ما ستؤول إليه الأيام القادمة.