نجح الدولار الأمريكي في تسجيل ارتفاعات محدودة في التعاملات المبكرة، اليوم الخميس، بعد قرار مجلس الاحتياطي الفيدرالي، واللهجة الصارمة التي أكد فيها واضعو السياسة النقدية في الولايات المتحدة عدم انصياعهم لتوجيهات ومطالبات الرئيس الأمريكي دونالد ترامب.
ارتفاع الدولار مقابل الجنيه
وواصل الدولار الأمريكي ارتفاعه أمام الجنيه المصري في ختام تعاملات اليوم الخميس 19 يونيو 2025، ليضيف 5 قروش جديدة مقارنة بالتعاملات الصباحية، ويصل سعره إلى 50.70 جنيه للبيع، بإجمالي زيادة يومية قدرها 10 قروش.
ووفق بيانات البنوك، سجل سعر الدولار في بنكي الأهلي المصري ومصر نحو 50.60 جنيه للشراء و50.70 جنيه للبيع، مقارنة بـ 50.55 و50.65 على التوالي في بداية اليوم.
أما أعلى سعر للدولار فجاء في بنوك أبوظبي الإسلامي، الكويتي الوطني، وأبوظبي التجاري، حيث بلغ 50.65 جنيه للشراء و50.75 جنيه للبيع، مقابل 50.58 و50.68 صباحًا.
كما ارتفعت العملة الأمريكية في بنوك التجاري الدولي وقناة السويس بقيمة 11 قرشًا دفعة واحدة، مسجلة 50.61 جنيه للشراء و50.71 جنيه للبيع.
وتأتي هذه التحركات في ظل تطبيق السياسة المرنة لسعر الصرف منذ مارس 2024، حين قرر البنك المركزي المصري تحرير الجنيه وتحديد سعره وفق آليات العرض والطلب، مصحوبًا برفع أسعار الفائدة 600 نقطة أساس دفعة واحدة. ومنذ ذلك الحين، تراجعت قيمة الجنيه تدريجيًا من 31 إلى 50 جنيهًا للدولار، قبل أن تدور حول مستويات 46 و48 خلال الأشهر الأخيرة، لتبدأ مجددًا موجة صعود جديدة للعملة الأمريكية هذا الأسبوع.
في غضون ذلك عزز قرار الفيدرالي تماسك مؤشر الدولار مقابل سلة العملات الرئيسة، وسط حالة من القلق دفعت المتداولين مطلع الأسبوع، إلى التخلي، جزئيًّا، عن العملة الأميركية والتوجه لعملات الملاذ الأخرى، خوفًا من تورط الولايات المتحدة وانخراطها في الصراع الدائر بمنطقة الشرق الأوسط.
أبقى الفيدرالي أسعار الفائدة ثابتة أمس الأربعاء، وأشار صانعو السياسات بالبنك إلى أنه لا يزال من المرجح خفض تكاليف الاقتراض هذا العام، وحذر من المبالغة في تقدير هذا الموقف وقال إنه يتوقع تضخماً ملحوظاً في المستقبل نتيجة الرسوم الجمركية.
مؤشر الدولار اليوم
- ارتفع مؤشر الدولار الأوسع نطاقاً، الذي يتتبع أداء العملة الأميركية مقابل ست عملات رئيسة بينها اليورو والإسترليني والين بنسبة 0.2% وصولاً إلى مستويات 99.1 نقطة.
- تلقى الدولار دعماً على مدار الجلسات السابقة كونه من أصول الملاذ الآمن، إذ ارتفع 1.2% مقابل الين والفرنك السويسري واليورو منذ يوم الخميس الماضي وحتى اليوم.
- فقد الدولار الأمريكي أكثر من 8% حتى الآن خلال العام الجاري بسبب تراجع الثقة في الاقتصاد الأميركي الناجم عن سياسات الرئيس دونالد ترامب التجارية وحرب التعريفات الجمركية.
العملات الرئيسية مقابل الدولار
- انخفض الفرنك السويسري 0.15% أمام الدولار الأميركي عند مستويات 0.8201 دولار.
- تراجع اليورو مقابل العملة الأميركية بنسبة 0.3% وصولاً إلى مستويات 1.1468دولار.
- نزل الجنيه الإسترليني مقابل الدولار نحو 0.3% ليصل إلى 1.3406 دولار.
- تراجع الين أمام الدولار بنسبة 0.2% إلى مستويات 145.1 ين للدولار.
تثبيت أسعار الفائدة
وكان مجلس الاحتياطي الفيدرالي الأمريكي أبقى على أسعار الفائدة دون تغيير عند نطاق يتراوح بين 4.25% و4.50%، في خطوة كانت متوقعة على نطاق واسع، وسط استمرار مراقبة مؤشرات الاقتصاد الأمريكي.
كتب إلياس حداد، المحلل الاستراتيجي لدى “براون براذرز هاريمان آند كو” (Brown Brothers Harriman & Co.)، أن “تصاعد التوترات العسكرية في الشرق الأوسط قد يعطي للدولار دفعةً إضافيةً كملاذ آمن، ويؤثر سلبياً على الأصول عالية المخاطر. مع ذلك، نتوقع تراجع قوة الدولار لعوامل من بينها توقعات إبقاء الفيدرالي على أسعار الفائدة دون تغيير مع ميل للتيسير النقدي”.
ويتوقع الكثيرون أن يُبقي مسؤولو الاحتياطي الفيدرالي على أسعار الفائدة دون تغيير في رابع اجتماع على التوالي، مع تحديث توقعاتهم بشأن الاقتصاد والسياسة النقدية. وسبق أن حذروا من أن الرسوم الجمركية التي فرضها الرئيس دونالد ترمب قد تفضي إلى ارتفاع التضخم والبطالة.
مع ذلك، تشير البيانات إلى تراجع ضغوط الأسعار، في ظل ارتفاع التضخم الأساسي في الولايات المتحدة في مايو بمعدل أقل من التوقعات لرابع شهر على التوالي. وتتوقع أسواق المال حالياً خفضين لأسعار الفائدة بمقدار 25 نقطة أساس بحلول نهاية العام، باحتمال 68% أن يحدث الخفض الأول في سبتمبر.
هجوم ترامب
هاجم الرئيس الأمريكي دونالد ترامب مجدداً مجلس الاحتياطي «الفيدرالي»، مطالباً بخفض حاد في أسعار الفائدة بمقدار 2.5 %، في خطوة من شأنها أن تُحدث تحولاً جذرياً في السياسة النقدية الأميركية.
في تصريحات للصحفيين، أعرب ترامب عن تشككه في اتخاذ الفيدرالي هذا القرار، قائلاً: «جيروم باول على الأرجح لن يخفض أسعار الفائدة» في إشارة إلى اجتماع «الفيدرالي» الأميركي أمس الأربعاء.
أضاف الرئيس الأمريكي ساخراً: «هل يُسمح لي بتعيين نفسي في الاحتياطي (الفيدرالي)؟ سأكون أفضل بكثير من هؤلاء الأشخاص، في تلميح مباشر إلى عدم رضاه عن سياسات «الفيدرالي» الحالية وأداء قياداته.
جاءت تصريحات ترامب في وقت حساس تشهده الأسواق العالمية، وسط ترقب لقرارات السياسة النقدية الأميركية، في ظل تصاعد التوترات الجيوسياسية وضبابية المشهد الاقتصادي العالمي.