يقضي رافائيل نادال حاليا عطلة من الرياضة بعد خوض أولمبياد باريس 2024، أحد الأهداف التي وضعها نصب عينيه خلال موسم حافل بالعقبات والمصاعب، قائلا “حققت الآن أحد أهم الأهداف بالنسبة لي”، خلال مقابلة معه منشورة صباح اليوم الثلاثاء.
وقال نادال “أنا الآن في لحظة انتهى معها هذا العام أحد أهم أهدافي. لم أحقق ما كنت أريده. تمنيت أن أكون أفضل حالا مما كنت عليه مطلع العام لكن الإصابة مجددا في بداية العام كان ضربة قوية”.
وتابع: “حينما عدت كلفني الأمر كثيرا، أعتقد أنني عدت في توقيت جيد، بالتزامن مع رولان جاروس، رغم أنني عانيت بسبب القرعة، وخرجت من اليوم الأول. على أي حال انتهى أهم أهدافي هذا الموسم”.
وأضاف “أتفهم الأسئلة عن الاعتزال. أمضيت أعواما طويلة، مررت بالكثير، عانيت الكثير من المتاعب البدنية، خاصة الأخيرة، وهنا يطرح هذا السؤال، لا استطيع حقا التعايش مع التفكير يوميا في الاعتزال، لأنني لم أسع لذلك فعلا”.
وأكمل: “ما فعلته طوال الفترة الماضية هو منح نفسي مساحة للاستمتاع مجددا بلعب التنس بعد عام ونصف بعيدا عن الملاعب. هذا ما أحاول فعله. الاستمتاع يوما بعد يوم”.
وأوضح: “أقول الشيء ذاته دائما: امنح نفسك وقتا، امنح نفسك الفرصة لاتخاذ قرار، وحينما تتضح الرؤية سأبلغكم. أعمل على فعل الأشياء بأفضل طريقة ممكنة كل يوم”.
وأشار: لا تطرحوا علي فكرة الاعتزال في كل يوم وكل مؤتمر صحفي وكل مقابلة، لأنني سأبدأ في التصديق بأنه يجدر بي الاعتزال”، أثناء المقابلة مع إذاعة “أنتينا 3”.
وأكد المتوج بـ22 بطولة جراند سلام “أمنح نفسي وقتا. استمتع بأشياء أخرى، اتدرب يوميا بالتأكيد، لكنني استمتع بأمور مختلفة في الحياة”.
وعن رفضه المشاركة في بطولة أمريكا المفتوحة، كشف: “أنا في مرحلة مختلفة كلية عما كنت عليه قبل ثلاثة أو أربعة أو خمسة أعوام. انتهيت من عملية طويلة، والكثير من المتاعب الجسدية، بما فيها جراحة. حددت لنفسي هدفا هذا العام خوض الأولمبياد. حاولت القيام بالأمور على أفضل نحو ممكن حتى الآن”.
وأردف: “أجريت تحليلا لما أشعر به إثر انتهاء الألعاب الأوليمبية. كان كل شيء مضغوطا، أقصد الذهاب إلى الأولمبياد ثم تغيير أرضية الملعب الصلبة، لعب خمس مجموعات لأول مرة منذ شهور. كان قرارا اتخذته”.
وواصل: “أنا ممتن لباريس على إعطائي هذه التجربة والهدية التي سأتذكرها طيلة حياتي. تلك اللحظة عندما سلمني (زين الدين) زيدان الشعلة. كنت في غاية التأثر واستمتعت بشدة باللحظة لأنها فريدة، أشكر فرنسا وباريس على كل ذلك”.
واعترف: “كنت خجولا منذ طفولتي، ثم تمر بالكثير من المواقف في الحياة وتتطور لكنني لم أفقد مطلقا هذا الخجل. شعرت بذلك في روما أيضا. مع التفكير في أنها ربما تكون آخر مباراة لي هناك”.
واستدرك: “بوجود كل هؤلاء الناس. يصبح الأمر صعبا بالنسبة لي. أشعر بعض الشيء أنني بعيد عن الديار ولم أكن واثقا حقيقة مما يتعين علي فعله. لكنني ممتنّ حقا للتقدير الذي أحصل عليه أينما ذهبت. أما في فرنسا وباريس تحديدا كان الأمر مميزا فعلا”.
وحول اللعب في منافسات الزوجي مع مواطنه كارلوس ألكاراز خلال باريس 2024، اعتبر أن “الزوجي ليس رياضة أخرى. إلا أننا لم يسبق أن لعبنا سويًا من قبل. وحينما تلعب إلى جوار أشخاص معتادين على اللعب كل أسبوع تصبح الأمور مختلفة، التحركات وسرعة رد الفعل لديهم شبه تلقائية”.
وأكمل: “نحاول نقل ما لدينا إلى منافسات الزوجي. خسرنا نعم رغم أنها ستبقى تجربة رائعة. تجري الأمور بسرعة فائقة في الزوجي وكان بوسعنا الفوز لأن الأشياء تتغير في لمح البصر أيضا. كنا نعرف أننا سنحتاج لقدر كبير من الطاقة وقد حاولنا قدر استطاعتنا”.
لذلك، تذكر نادال الأسطورة السويسري روجيه فيدرير الذي يكنّ له احتراما كبيرا وتجمعه به علاقة وثيقة، واصفا إياه بـ”الصديق الرائع” مضيفا “لقد تنافسنا معا، وقضينا سوية وقتا طويلا، وهذا الصنف من الأشخاص البسطاء لا تستطيع سوى أن تحترمهم حتى لو كانوا ألدّ منافسيك. أعتقد أننا تعاملنا بطريقة مناسبة وذكية مع المنافسة الشرسة بيننا