شهدت أسعار النفط العالمية اليوم الثلاثاء انخفاضًا كبيرًا هو الأكبر منذ أكثر من أسبوع، في رد فعل مباشر على إعلان الرئيس الأمريكي دونالد ترامب عن التوصل إلى اتفاق كامل وشامل لوقف إطلاق النار بين إيران وإسرائيل.
وخفض هذا التطور السياسي المفاجئ من مستوى المخاطر الجيوسياسية التي كانت تهيمن على الأسواق العالمية، لاسيما في منطقة الشرق الأوسط، والتي تُعد من أهم بؤر إنتاج وتصدير النفط الخام عالميًا.
وكانت الأسعار قد ارتفعت في الأيام السابقة بشكل ملحوظ، مدفوعة بالتصعيد بين الطرفين والهجمات الأمريكية على المنشآت النووية الإيرانية، ما زاد القلق بشأن تعطل الإمدادات في مضيق هرمز، الشريان الحيوي لنقل النفط. ومع الإعلان عن التهدئة المحتملة، تراجعت تلك المخاوف وانعكس ذلك مباشرة على شاشات التداول في الأسواق العالمية.

أسعار النفط تسجل أدنى مستوياتها منذ منتصف يونيو
- تراجع خام برنت بنسبة 2.8% ليصل إلى 69.42 دولارًا للبرميل، بعد أن كان قد انخفض بأكثر من 4% خلال جلسة اليوم، مسجلًا أدنى مستوى له منذ 11 يونيو.
- انخفض خام غرب تكساس الوسيط بنسبة 2.9% إلى 66.49 دولارًا للبرميل، بعدما لامس خلال التداولات مستوى أقل بنسبة 6%، وهو الأدنى منذ 9 يونيو.
وجاء هذا التراجع بعد أن قال ترامب إن الحرب بين إيران وإسرائيل، والتي استمرت 12 يومًا، ستتوقف خلال 24 ساعة إذا التزم الطرفان ببنود الاتفاق الذي تم التوصل إليه مساء أمس.
اتفاق التهدئة يعيد رسم خريطة المخاطر الجيوسياسية
تفاعل الأسواق السريع مع إعلان وقف إطلاق النار يعكس مدى تأثر أسعار النفط بعوامل السياسة الدولية. فقد كانت التوترات السابقة ترفع من “علاوة المخاطر” الجيوسياسية، وهي جزء من السعر يعكس احتمال تعطل الإمدادات، وهو ما تغير كليًا بمجرد صدور إعلان ترامب.
وأكدت بريانكا ساشديفا، كبيرة محللي السوق في شركة “فيليب نوفا”، في تصريحاتها لوكالة رويترز، أن مدى الالتزام ببنود الاتفاق بين الطرفين سيكون المحدد الأساسي لاتجاه أسعار النفط خلال الأيام المقبلة، مشيرة إلى أن استمرار التهدئة قد يسمح بزيادة الصادرات الإيرانية، وهو ما قد يُحدث وفرة نسبية في المعروض العالمي.
إيران تستعد لزيادة الإنتاج إذا تم الالتزام بالاتفاق
تعد إيران ثالث أكبر منتج للنفط في منظمة أوبك، وزيادة صادراتها تعني ضخ كميات إضافية في السوق العالمي، ما يدفع بالأسعار نحو الاستقرار وربما التراجع، وهو ما يفسّر جزئيًا هبوط الأسعار الحاد اليوم.
وقد أشار مراقبون إلى أن الاتفاق – إذا تم تنفيذه بشكل كامل – قد يؤدي إلى إعادة رسم توازنات سوق النفط، التي كانت متقلبة بشدة منذ بداية يونيو على خلفية النزاع الإيراني الإسرائيلي.
صعود ثم هبوط حاد
كانت أسعار النفط قد شهدت أمس الإثنين هبوطًا حادًا بأكثر من 7% عند التسوية، رغم المكاسب القوية التي سبقتها بسبب التصعيد العسكري، ما يعكس حالة من التذبذب الشديد والتأثر المباشر بالأحداث السياسية والعسكرية في المنطقة.
ويعكس هذا النوع من التراجع أن الأسواق أصبحت حساسة للغاية لأي تغير سياسي في الشرق الأوسط، خاصةً إذا كان يمسّ دولًا منتجة رئيسية أو يهدد بوقف تدفق النفط عبر طرق استراتيجية مثل مضيق هرمز.