في تصعيد جديد للهجوم العلني على السياسة النقدية الأمريكية، جدد الرئيس الأمريكي دونالد ترامب، يوم الثلاثاء، انتقاداته لرئيس مجلس الاحتياطي الفيدرالي جيروم باول، مطالبًا بإجراء خفض حاد في أسعار الفائدة يصل إلى 2 أو 3 نقاط مئوية على الأقل، وذلك قبل ساعات من مثول باول للإدلاء بشهادته أمام الكونجرس الأمريكي، في وقت تشهد فيه الأسواق حالة من الترقب الحذر لأي تغييرات محتملة في مسار السياسة النقدية.
ويرى ترامب أن الحفاظ على أسعار الفائدة الحالية يضعف فرص تحفيز الاقتصاد الأمريكي، ويضر بمعدلات النمو والتوظيف، في ظل تباطؤ نسبي في بعض المؤشرات، وهو ما يفتح باب الصدام مجددًا مع رئيس الفيدرالي الذي تنتهي ولايته في مايو المقبل.
مطالب ترامب: خفض فوري للفائدة قبل فوات الأوان
في منشور نشره عبر منصته “تروث سوشيال”، قال ترامب بوضوح:
“يجب أن نكون على الأقل أقل بنقطتين إلى ثلاث نقاط… وإذا ساءت الأمور لاحقًا، يمكن زيادة سعر الفائدة”.
وتعكس هذه التصريحات رغبة واضحة في تخفيف السياسة النقدية بسرعة من أجل دعم الأداء الاقتصادي قبيل الانتخابات المقبلة.
كما ألمح ترامب إلى أن باول سيواجه أسئلة صعبة خلال مثوله المرتقب أمام الكونجرس، حول أسباب تمسكه بأسعار الفائدة الحالية رغم المطالب المتكررة بالتيسير النقدي.
الفيدرالي: التريث لا يعني التراجع عن الحذر
وتأتي انتقادات ترامب بعد أيام من قرار مجلس الاحتياطي الفيدرالي، بالإبقاء على سعر الفائدة دون تغيير للمرة الرابعة على التوالي، في ظل قراءة متأنية للبيانات الاقتصادية.
وفي بيان لجنة السياسة النقدية، أكد البنك المركزي الأمريكي أن النشاط الاقتصادي لا يزال قويًا نسبيًا، رغم بعض التقلبات في صافي الصادرات، وأن معدلات البطالة لا تزال منخفضة، مع استقرار عام في سوق العمل.
إلا أن معدل التضخم يبقى أحد أبرز العوائق أمام اتخاذ قرار بتخفيض الفائدة، حيث لا يزال فوق المستوى المستهدف البالغ 2%، ما يجعل الفيدرالي متمسكًا بالحيطة والحذر، رغم الضغوط المتصاعدة من البيت الأبيض.
شهادة باول أمام الكونغرس: اختبار جديد للاستقلال النقدي
من المرتقب أن يدلي جيروم باول بشهادته أمام الكونجرس خلال ساعات، ليوضح – بحسب تصريحات ترامب – “أسباب رفضه خفض أسعار الفائدة”، وهي شهادة ستسلّط الأضواء مجددًا على العلاقة المتوترة بين البيت الأبيض والاحتياطي الفيدرالي، وعلى مستقبل السياسة النقدية في الولايات المتحدة.
ويرى مراقبون أن الشهادة قد تحدد، بشكل غير مباشر، مصير باول السياسي في حال فاز ترامب بالرئاسة، حيث ألمح الرئيس في أكثر من مناسبة إلى إمكانية تغيير قيادة الفيدرالي حال لم تتوافق مع رؤيته الاقتصادية.