رغم تراجع حدة التصعيد العسكري بين إيران وإسرائيل، إلا أن أسعار النفط العالمية بدأت تسجل صعودًا محدودًا خلال تعاملات اليوم الأربعاء 25 يونيو 2025، في ظل تقييم المستثمرين لتداعيات الهدنة المؤقتة بين الطرفين، والقلق من احتمالات عودة التوتر في أي لحظة. ويأتي هذا الارتفاع بعد أيام من الانخفاض الحاد الذي أعقب الضربات الجوية الإسرائيلية على منشآت نووية وعسكرية إيرانية.
وفي الوقت الذي ما زالت فيه الأسعار قرب أدنى مستوياتها في أسابيع، يرى محللون أن السوق يتفاعل بشكل عقلاني مع التطورات الجيوسياسية الأخيرة، مع التركيز على وفرة المعروض النفطي وغياب أي تأثير مباشر على البنية التحتية الحيوية للنفط، خاصة في منطقة الخليج.

ارتفاع محدود في الأسعار بعد موجة هبوط حادة
شهدت أسعار النفط تحسنًا نسبيًا في بداية تعاملات اليوم، حيث صعدت العقود الآجلة لخام برنت بنسبة 1.3% أو ما يعادل 85 سنتًا، لتصل إلى 67.99 دولارًا للبرميل، كما ارتفعت عقود خام غرب تكساس الوسيط الأمريكي بنسبة 1.4% أو 87 سنتًا، لتسجل 65.24 دولارًا للبرميل.
ويأتي هذا الانتعاش المحدود بعد أن سجل برنت أدنى تسوية له منذ 10 يونيو، والخام الأمريكي منذ 5 يونيو، أي قبل الضربة المفاجئة التي شنتها إسرائيل على منشآت نووية إيرانية في 13 يونيو.
هدنة ترامب المؤقتة تهدئ الأسواق.. لكن المخاطر باقية
بحسب تقارير استخباراتية أمريكية أولية، فإن الضربات لم تدمر القدرات النووية الإيرانية بشكل كامل، لكنها أخرتها لأشهر فقط ومع دخول الهدنة المؤقتة حيز التنفيذ – بوساطة من الرئيس الأمريكي دونالد ترامب – رفعت كل من إيران وإسرائيل القيود المفروضة على المدنيين بعد نحو 12 يومًا من الحرب الجوية.
يقول “ديفيد أوكسلي”، كبير الاقتصاديين في “كابيتال إيكونوميكس”:
“من المرجح أن تكون الهدنة بين إيران وإسرائيل مؤقتة، لكن طالما لم تُستهدف البنية التحتية النفطية أو يُعطل شحن النفط عبر مضيق هرمز، فإن الضغوط الأساسية ستبقى في صالح تراجع الأسعار”.
تحذيرات من خطر مضيق هرمز.. مصدر التوتر الحقيقي
رغم الهدنة، يبقى مضيق هرمز هو الخطر الأكبر في حسابات السوق، حيث يمر عبره نحو 18 إلى 19 مليون برميل نفط يوميًا، أي ما يقارب 20% من الاستهلاك العالمي.
وأثار انخراط الولايات المتحدة المباشر في الضربات قلق الأسواق من إمكانية استهداف المضيق مستقبلًا، وهو ما قد يؤدي إلى اضطراب واسع في سلاسل إمداد الطاقة العالمية.
بيانات المخزونات الأمريكية تدعم الأسعار على المدى القصير
على صعيد البيانات الاقتصادية، أظهرت بيانات معهد البترول الأمريكي تراجع مخزونات الخام بواقع 4.23 مليون برميل خلال الأسبوع المنتهي في 20 يونيو، في انتظار ما ستصدره إدارة معلومات الطاقة الأمريكية لاحقًا.
يشكل هذا التراجع في المخزونات عنصر دعم إضافي لأسعار النفط، على الأقل في المدى القصير، إذ يعكس تحسن الطلب المحلي داخل الولايات المتحدة، ما يُسهم في تخفيف ضغوط المعروض العالمي نسبيًا.
جي بي مورجان: المعروض كافٍ رغم التوترات
وفي مذكرة صادرة عن محللي بنك جي بي مورجان، جاء أن “أسعار الطاقة تتراجع مع دخول الهدنة بين إسرائيل وإيران حيز التنفيذ”، مؤكدين أن “التوقعات لا تزال مدفوعة بأساسيات السوق، التي تشير إلى وجود معروض كافٍ من النفط عالميًا”.