شهدت البورصة المصرية في مستهل تعاملات اليوم تباينًا ملحوظًا في أداء مؤشراتها، حيث تراجع المؤشر الرئيسي EGX30 بنسبة 0.43% ليستقر عند مستوى 32,457 نقطة، بينما اتجه المؤشران EGX70 وEGX100 متساويا الأوزان نحو الصعود الطفيف، مسجلين ارتفاعًا بنسبتي 0.07% و0.01% على التوالي، وتعكس هذه الحركة تباين أداء الأسهم القيادية مقابل تحسن نسبي في أسهم الشركات الصغيرة والمتوسطة.
أداء السوق وأحجام التداول
سجلت السوق خلال الجلسة تداولات بقيمة 798.385 مليون جنيه، موزعة على 202 شركة مدرجة، من خلال تنفيذ 22,846 عملية، وتفاوتت تحركات الأسهم المدرجة بين التراجع والصعود والثبات؛ حيث انخفضت أسعار أسهم 72 شركة، بينما ارتفعت أسهم 39 شركة، واستقرت أسعار أسهم 91 شركة دون تغيير.
هذا التباين يعكس حالة من الحذر والترقب تسود أوساط المستثمرين، في ظل تحركات محدودة نسبياً، خاصة على الأسهم الكبرى، كما أن التوزيع المتقارب بين الشركات المرتفعة والمنخفضة يشير إلى غياب الاتجاه العام للسوق، وربما انتظار المستثمرين لمحفزات جديدة أو تطورات على صعيد الاقتصاد المحلي أو الإقليمي.
توجهات المستثمرين واختلاف استراتيجيات البيع والشراء
أظهرت بيانات التعاملات توجهات مختلفة بين فئات المستثمرين، حيث اتجه المستثمرون العرب نحو الشراء بصافي قيمته 4.736 مليون جنيه، بدعم أساسي من الأفراد العرب الذين سجلوا صافي شراء بلغ 15.240 مليون جنيه، بينما حققت المؤسسات العربية صافي بيع بقيمة 10.504 مليون جنيه.
في المقابل، هيمنت النزعة البيعية على تعاملات المستثمرين المصريين بصافي بيع قدره 3.394 مليون جنيه، وجاء هذا الاتجاه مدفوعًا بتصرفات المؤسسات المحلية التي سجلت صافي بيع كبير بلغ 63.850 مليون جنيه، بينما قام الأفراد المصريون بعمليات شراء بصافي 60.455 مليون جنيه.
أما على صعيد المستثمرين الأجانب، فقد سجلوا صافي بيع قدره 1.342 مليون جنيه، بضغط من المؤسسات الأجنبية التي سجلت صافي بيع بلغ 1.475 مليون جنيه، في حين قام الأفراد الأجانب بعمليات شراء محدودة بقيمة 133.051 ألف جنيه فقط.
الأسهم الرابحة والخاسرة
جاء سهم العربية للأدوية والصناعات الكيماوية في صدارة الأسهم الأكثر ارتفاعًا بنسبة 12.44%، مستفيدًا من أنباء إيجابية أو أداء مالي قوي محتمل. وتبعه سهم المالية والصناعية المصرية بارتفاع نسبته 6.45%، ثم سهم القاهرة للأدوية والصناعات الكيماوية الذي صعد بنسبة 5.08%.
أما على صعيد التراجعات، فقد تصدر سهم بي إنفستمنتس القابضة قائمة الأسهم الأكثر انخفاضًا بنسبة 2.32%، تلاه سهم بنك قطر الوطني بتراجع بلغ 2.16%، ثم سهم مجموعة إي إف جي القابضة الذي انخفض بنسبة 2.14%، ما يعكس تراجعات جزئية في بعض الأسهم القيادية في القطاع المالي والمصرفي.
وفي ظل هذه التباينات، تبدو البورصة المصرية متأثرة بموجة من الحذر وسط تقلبات السوق الإقليمية والدولية، مع اعتماد المستثمرين الأفراد بشكل أكبر على التداولات قصيرة الأجل، فيما تفضل المؤسسات الأجنبية والمحلية تقليص المخاطر مؤقتاً. ويبقى مراقبو السوق في انتظار محفزات اقتصادية أو قرارات سيادية قد تنعكس على شهية المخاطرة وتحرك المؤشرات مجددًا نحو مستويات أكثر وضوحًا.
