يعيش الدولار حالة من التراجع إلى أدنى مستوى في ثلاثة أعوام ونصف العام مقابل اليورو والجنيه الاسترليني اليوم الخميس، في موجة بيع واسعة النطاق مع توقع المتعاملين بأن يقرر مجلس الاحتياط الفيدرالي (البنك المركزي الأميركي) خفض أسعار الفائدة.
تراجع الدولار إلى أدنى مستوياته مقابل اليورو والفرنك السويسري اليوم الخميس، مع تقويض المخاوف بشأن استقلال مجلس الاحتياطي الاتحادي (البنك المركزي الأمريكي) في المستقبل للثقة في سلامة السياسة النقدية للبلاد.
أسباب تراجع الدولار لأدنى مستوى
وقال المتخصص في شؤون العملات الأجنبية لدى “سكوتيا بنك” في تورنتو إريك ثيوريت “كان التركيز هذا الأسبوع على مجلس الاحتياط الاتحادي واحتمال خفض أسعار الفائدة في وقت أقرب وربما زيادة عدد مرات الخفض”.
وكان رئيس مجلس الاحتياط الاتحادي جيروم باول أكد ضرورة ثبات البنك المركزي الأميركي على موقفه، إذ إنه يتوقع زيادة ضغوط الأسعار خلال الصيف.
توخي الحذر
وسيعين الرئيس الأمريكي دونالد ترمب العام المقبل رئيساً جديداً للمجلس، وتشير التوقعات إلى أنه سيكون أكثر ميلاً من باول الذي ستنتهي مدته في مايو (أيار) عام 2026، لتيسير السياسة النقدية.
ووصف ترمب باول أمس الأربعاء بأنه “بغيض” لعدم خفضه أسعار الفائدة بصورة حادة، في حين أبلغ رئيس مجلس الاحتياط الاتحادي لجنة في مجلس الشيوخ بضرورة توخي الحذر حيال السياسة النقدية لأن خطط ترمب المتعلقة بالرسوم الجمركية تهدد بزيادة التضخم.
وذكر تقرير لصحيفة “وول ستريت جورنال” أن ترمب يفكر في اختيار بديل عن باول والإعلان عن اسمه بحلول سبتمبر (أيلول) أو أكتوبر (تشرين الأول) من العام الحالي 2025.
ورفع متداولو العقود الآجلة لصناديق مجلس الاحتياط الاتحادي توقعاتهم بخفض أسعار الفائدة إلى 65 نقطة أساس بحلول نهاية العام من 46 نقطة أساس، ومن المرجح أن يكون أول خفض في سبتمبر المقبل.
وارتفع اليورو في أحدث التعاملات 0.39 في المئة إلى 1.1705 دولار ووصل إلى 1.1744 دولار، وهو أعلى مستوى منذ أكتوبر 2021.
صعود الجنيه الاسترليني
وصعد الجنيه الاسترليني 0.45 في المئة أيضاً إلى 1.3728 دولار ووصل إلى أعلى مستوى منذ أكتوبر 2021 عند 1.3764 دولار.
ووصل الفرنك السويسري إلى أعلى مستوى له في 10 أعوام ونصف العام مسجلاً 0.80 دولار، وانخفض الدولار 0.61 في المئة إلى 144.38 ين.
وتعود سياسات ترمب الفوضوية المتعلقة بالرسوم الجمركية لدائرة الضوء مع اقتراب الموعد النهائي الذي حدده لإبرام اتفاقات تجارية والذي يحل في التاسع من يوليو (تموز) المقبل.
ويتعرض الدولار لضغوط أيضاً مع اتجاه المستثمرين الدوليين إلى إعادة توزيع استثماراتهم بعيداً من الأصول الأميركية بسبب مخاوف في شأن آفاق الاقتصاد والعملة الأميركية.
وبالنسبة إلى العملات المشفرة، انخفضت العملة الرقمية الأبرز “بيتكوين” 0.65 في المئة إلى 107144 دولاراً.