شهدت أسعار النفط العالمية تراجعًا ملحوظًا في تعاملات اليوم الإثنين، وسط حالة من الحذر تسود الأسواق العالمية بعد إعلان وقف إطلاق النار بين إيران وإسرائيل، إلى جانب مؤشرات قوية على اتجاه تحالف “أوبك+” لزيادة إنتاجه خلال أغسطس 2025.
وتزامن هذا التراجع مع تحركات من قبل المستثمرين لتقليص رهاناتهم على ارتفاع الأسعار، بعد أن خفت حدة المخاطر الجيوسياسية، في وقت تترقب فيه الأسواق نتائج اجتماع أوبك+ المرتقب في يوليو.

أسعار النفط تسجل انخفاضًا طفيفًا
تراجعت العقود الآجلة لخام برنت تسليم أغسطس بنسبة 0.19% لتسجل 67.64 دولارًا للبرميل، فيما انخفض خام غرب تكساس الوسيط الأمريكي بنسبة 0.49% إلى 65.20 دولارًا للبرميل، وفقًا لبيانات السوق.
وكان الخامان القياسيان قد سجلا أكبر خسارة أسبوعية منذ مارس 2023 خلال الأسبوع الماضي، رغم التوقعات بإغلاق شهر يونيو على مكاسب شهرية تتجاوز 5%، للشهر الثاني على التوالي.
وقف إطلاق النار بين إيران وإسرائيل يهدئ الأسواق
أدى إعلان الرئيس الأمريكي دونالد ترامب عن وقف إطلاق النار بين إيران وإسرائيل، إلى تهدئة المخاوف الجيوسياسية التي كانت قد أشعلت أسعار النفط بداية يونيو، على خلفية الهجوم الإسرائيلي على منشآت نووية إيرانية وردود الفعل الأمريكية اللاحقة.
وصرح المحلل توني سيكامور من شركة “آي جي ماركتس”، لوكالة رويترز، بأن الأسواق العالمية أزالت معظم علاوة المخاطر الجيوسياسية التي انعكست على الأسعار خلال فترة النزاع، ما دفع النفط إلى الانخفاض دون 70 دولارًا للبرميل.
تحالف أوبك+ يتجه نحو رفع الإنتاج في أغسطس
أكد أربعة مندوبين في تحالف أوبك+ أن المجموعة تعتزم زيادة إنتاجها بمقدار 411 ألف برميل يوميًا خلال أغسطس المقبل، ضمن سلسلة من الزيادات التدريجية التي بدأتها منذ أبريل، وشملت شهور مايو ويونيو ويوليو.
ومن المنتظر أن يعقد التحالف اجتماعه الدوري في 6 يوليو المقبل، لمراجعة مستويات الإنتاج، في ظل سعي الدول الأعضاء إلى تحقيق التوازن بين استقرار الأسعار وتلبية الطلب العالمي المتزايد.
انخفاض منصات الحفر الأمريكية يشير إلى تباطؤ محتمل
وفي السياق ذاته، أظهرت بيانات شركة بيكر هيوز أن عدد منصات الحفر النفطية الأمريكية انخفض بمقدار 6 منصات خلال الأسبوع الماضي، ليصل إلى 432 منصة فقط، وهو أدنى مستوى منذ أكتوبر 2021، مما يشير إلى تباطؤ متوقع في الإنتاج الأمريكي خلال المدى القريب.
توقعات السوق
بينما تستعد الأسواق لتقييم نتائج اجتماع أوبك+، يراقب المستثمرون توازن العوامل المؤثرة في أسعار النفط، بين تحسن الإمدادات العالمية وانخفاض المخاطر السياسية، في مقابل الطلب العالمي الذي ما يزال ينمو بوتيرة متوسطة.