نفذ مشروع “جرين شرم”- التابع لبرنامج الأمم المتحدة الإنمائي وبالتعاون مع وزارة البيئية- أول نموذج للسياحة البيئية في مصر بقرية الغرقانة بمحمية نبق في جنوب سيناء ، بهدف تحسين سبل معيشة السكان المحليين، ودمجهم في أنشطة السياحة البيئية، ودعم جهود الحفاظ على الموارد الطبيعية في محمية نبق، ويكشف المهندس محمد عليوة، مدير مشروع “جرين شرم” تفاصيل قصة نجاح تحويل “الغرقانة” لأيقونة السياحة البيئية في مصر.
بداية قال محمد عليوة، إن مشروع تطوير قرية الغرقانة بمحمية نبق، يأتي ضمن استراتيجية وزارة البيئة لتطوير المحميات الطبيعية في مصر، من خلال الحفاظ على الأنظمة البيئية، وتطوير البنية التحتية للمحميات، وذلك بهدف الارتقاء بمستوى السياحة البيئية في مصر بما ينعكس على الحفاظ على المحميات الطبيعية وتنوع الأنشطة بها، وتحقيق تنمية اقتصادية مستدامة وتوفير فرص استثمارية للقطاع الخاص وفرص عمل للسكان المحليين.
أضاف “عليوة”، في بيان صحفي، أن مكونات مشروع تطوير قرية الغرقانة شملت أولًا تحقيق التنمية المجتمعية عبر عدة محاور منها إنشاء 51 منزلًا بدويًا لأهالي القرية على مساحة إجمالية تقدر بحوالي 75 ألف متر مربع، مع مراعاة التصميم والإنشاء اعتمادًا على العمارة البيئية والمعمار البدوي، باستخدام الطوب الأحمر والقباب، ما يتيح تهوية طبيعية وتقليل الاعتماد على التكييف، كما ساهم المشروع في توفير فرش وتأثيت الوحدات لتسكين أهالي القرية بما يتناسب مع احتياجاتهم.
وتابع وفي نفس المحور، تعاون المشروع مع أهالي القرية في تأسيس جمعية أهلية تتولى تقديم المساعدات لأهالي القرية وتدريب وإتاحة فرص عمل عبر إنشاء مشغل للحرف اليدوية التراثية لتوفير مصادر دخل لدعم السكان المحليين والحفاظ على الحرف والمنتجات التراثية وخلق منتج يواكب تطلعات السائح؛ لتعزيز فرص السكان في الأنشطة السياحية البيئية.
قال كما يضم مكونات مشروع تطوير قرية الغرقانة، ثانيًا تحقيق التنمية البيئة عبر تطوير بنية تحتية متكاملة للقرية تشمل خزانات للمياه والصرف، وإدارة نفايات، ومرافق طاقة شمسية لكل وحدة، وكذلك إنشاء محطة تحلية مياه لتأمين الموارد المائية للمجتمع المحلي والسياحة البيئية مع تطوير “مركز زوار المحمية الطبيعية”، للسماح بدخول الزائرين مع ضمان الحفاظ على المحمية من الملوثات، وثالثًا تحقيق التنمية الاقتصادية من خلال إتاحة الفرص أمام القطاع الخاص للاستثمار في مجال السياحة البيئية بالمحميات؛ لجذب السياح وتشجيع المواطنين على زيارتها، والتعرف على الثقافات المختلفة للسكان المحليين دعمًا لقطاع السياحة وتعزيز صناعة السياحة البيئية.
أشار محمد عليوة، إلى أهمية مشروع تطوير قرية “الغرقانة” في تنمية السياحة البيئية في مصر، مما ينعكس على تحسين مستوى المعيشة للسكان المحليين من خلال توفير فرص عمل ودخل إضافي، وزيادة عوائد القطاع السياحي، خاصة وأن السياحة البيئية ضمن الأعلى عائد، علاوة على تنويع المنتجات السياحية مما يسهم في جذب شريحة جديدة من السياح المهتمين بالأنشطة البيئية والطبيعية.