تعيش أسواق النفط العالمية حالة من الترقب والحذر، حيث استقرت أسعار العقود الآجلة اليوم الأربعاء، وسط توازن بين توقعات بزيادة الإمدادات من قبل كبار المنتجين في تحالف “أوبك+”، وتراجع الدولار الأمريكي، إلى جانب مؤشرات اقتصادية متباينة من الولايات المتحدة – التي تُمثّل أكبر مستهلك للنفط عالميًا.
ويأتي هذا الاستقرار بعد موجات من التقلبات التي شهدها السوق في الأشهر الأخيرة، تأثرت فيها الأسعار بعوامل جيوسياسية واقتصادية متشابكة، أبرزها التوترات في منطقة الشرق الأوسط، وتذبذب البيانات الاقتصادية الأمريكية، فضلًا عن السياسات الإنتاجية لمنظمة أوبك+.

أسعار النفط اليوم
- خام برنت: سجل ارتفاعًا طفيفًا بمقدار سنتين فقط ليصل إلى 67.13 دولارًا للبرميل.
- خام غرب تكساس الوسيط (WTI): تراجع بمقدار سنت واحد مسجلًا 65.44 دولارًا للبرميل.
ومنذ 25 يونيو الماضي، يتداول خام برنت في نطاق ضيق يتراوح بين 66.34 و69.05 دولارًا، بعد أن خفّ القلق من احتمال تعطل الإمدادات، عقب اتفاق وقف إطلاق النار بين إيران وإسرائيل.
بيانات المخزونات الأمريكية: ضغوط موسمية غير متوقعة
أظهرت بيانات معهد البترول الأمريكي ارتفاعًا غير متوقع في مخزونات النفط الخام بمقدار 680 ألف برميل خلال الأسبوع الماضي، على عكس الاتجاه المعتاد في هذه الفترة التي تشهد عادة سحبًا موسميًا من المخزونات بسبب ارتفاع الطلب.
وشكل هذا الارتفاع عامل ضغط إضافي على الأسعار، وخلق حالة من الارتباك في السوق وسط توقعات متباينة بشأن مستقبل الطلب والعرض.
“أوبك+” والإمدادات المرتقبة: زيادة بلا مفاجآت
وفقًا لتقارير “رويترز” نقلًا عن مصادر مطلعة، يخطط تحالف “أوبك+” لرفع الإنتاج بمقدار 411 ألف برميل يوميًا خلال يوليو المقبل، استمرارًا للوتيرة المعتمدة منذ مايو.
ورفعت السعودية، باعتبارها أكبر مصدر للنفط في العالم، شحناتها خلال يونيو بمقدار 450 ألف برميل يوميًا مقارنة بشهر مايو، وهو أعلى معدل تصديري لها منذ أكثر من عام، وفقًا لبيانات شركة “كبلر” لتحليلات السوق.
وذكرت بريانكا ساشديفا، كبيرة المحللين في شركة “فيليب نوفا”، أن الأسواق قد استوعبت هذه الزيادة مسبقًا، ما يعني أن تأثيرها سيكون محدودًا على الأسعار في الوقت الراهن.
الدولار الأمريكي: تراجع تاريخي ينعش أسعار النفط
تزامنًا مع التحركات في سوق الطاقة، تراجع الدولار الأمريكي إلى أدنى مستوياته منذ فبراير 2022، حيث استقر مؤشر الدولار عند 96.677 نقطة، بعد أن سجل 96.373 نقطة خلال الليل.
ويعد ضعف الدولار عاملًا داعمًا لأسعار النفط، لأنه يجعل الخام أرخص للمستوردين الذين يتعاملون بعملات أخرى، وهو ما قد يرفع مستويات الطلب على المدى القصير، خاصة من الأسواق الآسيوية.
التوقعات المستقبلية
تشير التقديرات الحالية إلى أن أسعار النفط ستظل تتحرك في نطاق ضيق خلال الأسبوع الجاري، مع مراقبة الأسواق للمستجدات الاقتصادية في الولايات المتحدة، والتحركات السياسية في مناطق الإنتاج، وأي إعلان مفاجئ من أوبك+.
في الوقت نفسه، يظل الغموض الاقتصادي العالمي والحديث عن خفض محتمل لأسعار الفائدة الأمريكية من العوامل التي تضفي مزيدًا من الضبابية على المشهد.