أعلن تحالف أوبك+ اليوم السبت، رفع مستوى إنتاجه من النفط الخام بمقدار 548 ألف برميل يوميًا خلال شهر أغسطس 2025، متجاوزًا الوتيرة التي اعتمدها في الأشهر الثلاثة الماضية، والتي بلغت 411 ألف برميل يوميًا.
يأتي هذا القرار في وقت حساس يشهد فيه السوق العالمي تقلبات حادة، مع انخفاض الأسعار وتزايد المخاوف من تباطؤ الطلب العالمي، إلى جانب التصعيد السياسي من بعض القوى الاقتصادية الكبرى، مما يجعل خطوة “أوبك+” محورية في رسم ملامح السوق للفترة القادمة.

زيادة جديدة في الإنتاج لمواجهة ضعف الطلب واستقرار التوقعات
وفق بيان صادر عن التحالف عقب الاجتماع الافتراضي الذي انعقد اليوم، شاركت فيه ثمانية دول رئيسية من الأعضاء، وهي السعودية، روسيا، العراق، الإمارات، الكويت، الجزائر، سلطنة عمان، وكازاخستان، فقد تم الاتفاق على رفع الإنتاج بمعدل أعلى من الزيادات السابقة، استجابةً لما وصفه البيان بـ”استقرار التوقعات الاقتصادية العالمية وانخفاض المخزونات النفطية”.
وأشار التحالف إلى أن هذه الزيادة تأتي ضمن خطة أوسع لإعادة 2.2 مليون برميل يوميًا من الإمدادات المخفضة تدريجيًا حتى سبتمبر 2025، وهي خطوة يرى فيها التحالف تعزيزًا لاستقراره وسياسته التكيفية.
أوبك+ يحتفظ بالمرونة.. وتحديد موعد الاجتماع المقبل
أوضح البيان أن تحالف أوبك+ يحتفظ بما أسماه “مرونة استراتيجية” في تعديل سياسات الإنتاج استنادًا إلى تطورات السوق، سواء من خلال الإيقاف المؤقت للزيادات أو عكسها، وذلك بهدف الحفاظ على استقرار الأسعار وضمان توازن السوق النفطي.
وتم تحديد موعد الاجتماع المقبل يوم 3 أغسطس 2025، لمراجعة مستويات الإنتاج الخاصة بشهر سبتمبر، وسط ترقب من المتعاملين لتوجهات جديدة قد تتخذها الدول المنتجة.
انخفاض أسعار النفط يضغط على التحالف
وتأتي هذه القرارات في وقت تشهد فيه أسعار النفط العالمية تراجعًا ملحوظًا، حيث سجل خام برنت نحو 68 دولارًا للبرميل، بانخفاض نسبته 13% خلال أسبوعين فقط، فيما هبط خام غرب تكساس الوسيط إلى ما دون 67 دولارًا، وسط مخاوف من تراجع الطلب العالمي وزيادة المعروض.
في ذات السياق، يواجه التحالف ضغوطًا سياسية، خاصة من الولايات المتحدة، حيث جدد الرئيس الأمريكي دونالد ترامب مطالبه بخفض أسعار الوقود، مهددًا في الوقت نفسه بفرض رسوم جمركية جديدة، ما يزيد من توتر الأجواء السياسية والاقتصادية المحيطة بالقرار.
هل ينجح تحالف أوبك+ في تحقيق التوازن؟
تضع الزيادة الجديدة تحالف أوبك+ في مواجهة مع تحديات السوق، بين الحفاظ على استقرار الأسعار وتلبية احتياجات الدول الأعضاء من العائدات النفطية، وبين الاستجابة لضغوط المستهلكين العالميين والاقتصاديات الكبرى، ما يجعل اجتماع أغسطس المقبل محطة حاسمة في تحديد مستقبل سياسة الإنتاج في الأشهر القادمة.