أكد الدكتور محمد فؤاد الخبير الاقتصادي ورئيس مركز العدل لدراسات السياسة العامة، أن هناك مرونة في سعر الصرف، كما نشهد تحرك الدولار في قناة سعر الصرف في مسافة 7.5%.
تدفقات دولارية على مصر
وأضاف خلال لقائه مع الإعلامي عمرو أديب، في برنامج «الحكاية»، على قناة «إم بي سي مصر»، أن هناك تدفقات كبيرة دولارية، وسيناريو يوم القيامة ووصول الدولار 70 جنيه لن يحدث.
وأوضح أن الدولار سيهبط إلى 47 جنيه، ولن يقفز الدولار خلال الفترة المقبلة، قائلا: «حظنا ماشي والظروف العالمية تخدم».
شهدت موارد مصر من العملة الأجنبية تحسناً ملحوظاً رغم التحديات الإقليمية حيث غطت الموارد المحلية من العملة الصعبة احتياجات البلاد للشهر الرابع على التوالي في مايو.
قيمة الدولار مقابل الجنيه
من جهته توقع الخبير المصرفي طارق متولي انخفاض قيمة الدولار مقابل الجنيه الى مستوى الـ 45 في الفترة المقبلة من تهدئة التوترات الجيوسياسية.
مشيرا أيضا إلى توجهات المركزي المصري في اجتماعه المقبل لتثبيت معدلات الفائدة، وعلى أن يخفض الفائدة بين 3 إلى 4 في المئة إلى نهاية العام 2025.
معنويات سلبية عميقة تجاه الدولار
أكد رون ويليامز، استراتيجي الأصول ورئيس قسم الاستثمارات في شركة RW Advisory، أن الدولار الأمريكي يعيش واحدة من أسوأ مراحله التاريخية، بعد أن سجل أسوأ أداء نصف سنوي منذ السبعينيات.
وأشار خلال مقابلة مع قناة CNBC عربية إلى أن حتى الأخبار الإيجابية لم تعد قادرة على تحفيز الدولار أو جني الأرباح عليه، وهو ما يعكس تغيرًا هيكليًا عميقًا في سلوك السوق وثقة المستثمرين.
وأضاف أن الدولار الأمريكي كسر حاجز 100 نقطة في مؤشر الدولار، وهو مستوى يعتبره المحللون “أساسيًا”، ما يشير إلى معنويات سلبية عميقة تجاه العملة الأمريكية. وبيّن أن هذا الاتجاه الهبوطي ليس وليد اللحظة، بل نتيجة تراكمات تمتد لسنوات، مما يدفع السوق إلى موجة بيع قوية.
وأوضح أن الدولار قد يشهد حركات تصحيحية مؤقتة (Relief Rally)، لكنها لن تغير المسار الهابط طويل الأمد.
ورداً على سؤال حول الجهة التي تبيع الدولار بهذه القوة، قال ويليامز إن هناك فقدانًا متزايدًا للثقة في الأصول الأمريكية ككل، سواء كانت العملة أو السندات أو حتى الأسهم. وأكد أن العملات بشكل عام أصبحت تفقد جاذبيتها أمام الأصول الحقيقية مثل الذهب، وهو ما يفسر اتجاه البنوك المركزية في العالم إلى زيادة حيازاتها من الذهب على حساب الدولار.
وأشار إلى أن ضعف الدولار أثر حتى على أداء مؤشرات الأسهم الأمريكية مثل S&P 500، حيث أن الارتفاعات الأخيرة تبدو “قياسية” فقط عند تقييمها بالدولار، لكنها لا تبدو كذلك عند مقارنتها بعملات أخرى أو أصول حقيقية.
وأضاف أن “الدي-دولرة” أو الابتعاد عن استخدام الدولار في المعاملات الدولية أصبحت توجهًا عالميًا واضحًا، مدفوعًا بتصريحات سياسية أمريكية متقلبة، ومخاوف من الركود والسياسات التجارية العدائية.
البيتكوين على الطريق
من جانبه، قال مارك كورز، مؤسس وكبير استراتيجيي الاستثمار في “ريسك دايمنشنز”، إن البيتكوين تُظهر مقاومة واضحة للحالة المتقلبة في الأسواق، ورغم الحركة العرضية منذ مايو الماضي، فإنه ما زال يعتقد أن البيتكوين ستصل إلى 250 ألف دولار قبل نهاية 2025.
وأرجع تفاؤله إلى ارتفاع الطلب المؤسسي من شركات كبرى مثل بلاك روك وفيداليتي، إلى جانب انخفاض المعروض من البيتكوين بفضل عمليات “الهالفينغ” ودخول اللوائح التنظيمية الداعمة في عدد من الأسواق.
وأكد كورز أن التقلبات في البيتكوين أصبحت أقل من مؤشرات ناسداك للمرة الأولى تاريخيًا، وهو ما يمثل تحولا استراتيجيا في نظرة المستثمرين إلى العملة الرقمية. وأضاف: “صحيح أنني أحب التقلبات كمتداول، لكنها تُشير إلى عدم اليقين، والآن نحن ننتقل تدريجيًا إلى رؤية البيتكوين كأصل آمن”.
وشدد على أن البيتكوين لم تعد تتحرك تمامًا مع سوق الأسهم كما كانت سابقًا، مما قد يدل على نضج السوق وزيادة وعي المستثمرين تجاه خصائص العملة الرقمية كوسيلة للتحوط وليس للمضاربة فقط.