في خطوة استراتيجية جديدة تدعم جهود توطين الصناعات التكنولوجية في مصر، أعلنت شركة “ديجيتايز للاستثمار والتقنية” عن توقيع اتفاقية تعاون مع شركة INSPUR الصينية، إحدى كبرى الشركات العالمية المتخصصة في مجال الصناعات التقنية وتكنولوجيا المعلومات.
وتم الإعلان عن الاتفاق خلال مؤتمر صحفي بحضور قيادات الشركتين، وعدد من الخبراء في قطاع الاتصالات وتكنولوجيا المعلومات.
وتعد هذه الاتفاقية نقلة نوعية للصناعة المصرية، إذ تمثل بداية حقيقية لتوطين صناعة السيرفرات (الخوادم) في السوق المحلي، بما يسهم في خفض فاتورة الاستيراد، ودعم المشروعات القومية العملاقة التي تعتمد على بنية تحتية رقمية قوية، وتتماشى مع مستهدفات رؤية مصر 2030 الرامية إلى التحول إلى مركز إقليمي لمراكز البيانات والخدمات الرقمية في المنطقة.
وفي كلمته خلال المؤتمر الصحفي، أكد المهندس يسري عتلم، الرئيس التنفيذي والعضو المنتدب لشركة ديجيتايز، أن الاتفاق مع شركة INSPUR يمثل “إنجازًا كبيرًا للصناعة المصرية”، موضحًا أن الشركة الصينية تُعد من أكبر الكيانات المتخصصة في الصناعات التكنولوجية على مستوى العالم، وأن هذا التعاون سيساعد على إرساء قاعدة صناعية قوية لصناعة السيرفرات والراوترات والسويتشات في مصر.
وأضاف عتلم: “إن توطين صناعة الخوادم سيمتد ليشمل إنتاج أجهزة الشبكات مثل الراوتر والسويتش، ضمن خطة مدروسة لتطوير البنية التحتية الرقمية بأيدٍ مصرية، ما يوفر منتجات عالية الجودة تدعم التحول الرقمي السريع وتقلل الاعتماد على الاستيراد.”
وأشار الرئيس التنفيذي لشركة ديجيتايز إلى أن عملية التصنيع ستتم بالتعاون مع الهيئة العربية للتصنيع، أحد أكبر الكيانات الصناعية في مصر والمنطقة، والتي تمتلك خبرات طويلة في مجال التصنيع التكنولوجي.
وقال: “اخترنا الهيئة العربية للتصنيع كشريك صناعي لما تملكه من إمكانات بشرية وفنية تؤهلها لإنتاج أجهزة عالية الجودة بمعايير عالمية.”
ومن جهته أكد الدكتور أحمد درويش وزير التنمية المحلية الأسبق، وعضومجلس إدارة شركة ديجيتايز، على أن الشركة تتبع معايير الحوكمة بشكل صارم حيث أنها شركة مقيدة فى البورصة المصرية وهوما يشجع أى مستثمر اجنبي على التعاون معها حيث ان المستثمر الاجنبي في اى قطاع ‘ندما يتوجه للاستثمار فى سوق معين أوعمل شراكات ينظر أولاً على الشركات المقيدةفى البورصة فى القطاع الذي يرغب بالاستثمار فيه حيث أن تلك الشركات تلتزم بقواعد ومعايير محددة تضمن للشريك الأجنبي حقوقه القانونية بجانب الموثوقية التى تحوز عليها الشركة نتيجة قيدها فى البورصة.
وأكد درويش، أن هذا كان أحد النقاط التى شجعت شركة INSPUR الصينية للتعاون مع شركة ديجيتايز في التصنيع المحلي، هذا بجانب معدلات النمو الكبيرة التى حققتها الشركة خلال الأعوام الماضية.
من جانبه، صرّح اللواء علاء عطوة، عضو مجلس إدارة شركة ديجيتايز، بأن توقيع الاتفاقية مع INSPUR يمثل أول اتفاق من نوعه لتصنيع السيرفرات في مصر، وهي خطوة غير مسبوقة في سوق ظل يعتمد على استيراد هذه الأجهزة لعقود طويلة.
وقال عطوة: “نحن أمام صناعة تكنولوجية جديدة بالكامل يتم توطينها في مصر للمرة الأولى. التصنيع سيساهم في سد جزء كبير من الفجوة الاستيرادية في هذا القطاع، وسيكون داعمًا مباشرًا لمشروعات مراكز البيانات العملاقة التي تعكف الدولة على إنشائها حاليًا.”
وفي السياق ذاته، أشار المهندس ياسر رشوان، عضو مجلس إدارة شركة ديجيتايز، إلى أن الاتفاق يعكس أهمية الموقع الجغرافي لمصر كسوق كبير يضم أكثر من 100 مليون مستهلك، فضلاً عن كونها بوابة للأسواق المجاورة في أفريقيا والشرق الأوسط. وقال: “اختيار مصر لتكون المركز الصناعي لمشروعاتنا جاء بعد دراسة دقيقة لمقوماتها الاقتصادية، والتي تمنح الشركات العالمية فرصًا هائلة للنمو والتوسع في المنطقة.”
وأكد رشوان أن ديجيتايز تستهدف من هذا الاتفاق ليس فقط تصنيع منتجات تكنولوجية محليًا، بل بناء منظومة صناعية متكاملة تدعم التحول الرقمي والبنية التحتية التكنولوجية في مصر، وتخلق فرص عمل نوعية في مجالات الهندسة والتقنية والصيانة والدعم الفني.
تأتي هذه الاتفاقية في وقت تشهد فيه مصر توسعًا كبيرًا في مشروعات التحول الرقمي والبنية التحتية التكنولوجية، مدعومة برؤية الدولة لتكون مركزًا إقليميًا للتكنولوجيا والخدمات الرقمية، وهو ما يجعل من هذه الشراكة بين ديجيتايز وINSPUR خطوة متقدمة على طريق تحقيق هذا الهدف.