بددت أسعار الذهب العالمية مكاسبها المبكرة خلال تعاملات اليوم، وتحولت إلى الخسائر عقب صدور بيانات التضخم في الولايات المتحدة، التي جاءت متماشية إلى حد كبير مع توقعات الأسواق.
وتراجعت العقود الآجلة للذهب بنسبة 0.1% لتسجل نحو 3356 دولارًا للأوقية، فيما استقرت العقود الفورية عند مستوى 3353 دولارًا للأوقية.
التوترات التجارية تدعم الذهب
وكان الذهب قد سجل مكاسب مبكرة اليوم مدعومًا بتزايد التوترات التجارية العالمية، ما عزّز الإقبال على الأصول الآمنة.
ويعود تصاعد الطلب على الذهب إلى تزايد المخاوف بشأن مستقبل السياسة التجارية الأمريكية، بعد إعلان ترامب يوم السبت عزمه فرض رسوم جمركية مرتفعة اعتبارًا من الأول من أغسطس، إثر فشل المفاوضات مع الشركاء التجاريين الرئيسيين في التوصل إلى اتفاق شامل.
وفي المقابل، وصف كل من الاتحاد الأوروبي والمكسيك هذه الرسوم بأنها “غير عادلة” و”مزعزعة”، فيما قرر الاتحاد الأوروبي تمديد تعليق الإجراءات المضادة حتى أوائل أغسطس، مع مواصلة السعي نحو حل تفاوضي. لكن ترامب أصرّ على عدم تمديد المهلة النهائية.
على الصعيد المحلي، شهدت أسعار الذهب في السوق المصرية ارتفاعًا مع بداية تعاملات اليوم، متأثرة بصعود المعدن عالميًا، وسط استقرار في أسعار صرف الدولار أمام الجنيه عند مستويات الأسبوع الماضي.
وقال كبير محللي السوق لدى KCM Trade، تيم ووترر: “لقد أثبت الذهب في السابق أنه الأصل المفضل عندما تتصاعد التوترات التجارية، والتحرك الحالي نحو مستوى 3350 دولارًا يؤكد تكرار هذا النمط مجددًا”.
لكنه أضاف أن ارتفاع عوائد سندات الخزانة الأمريكية وقوة الدولار شكّلا رياحًا معاكسة أمام المعدن النفيس، مشيرًا إلى أن أي تحرك للذهب صوب مستوى 3400 دولار قد يتطلب تراجعًا في قيمة الدولار أو في عوائد السندات، خاصة إذا لم تتصاعد التوترات الجيوسياسية.
بيانات التضخم الأمريكية
أظهرت أحدث بيانات مكتب إحصاءات العمل الأمريكي أن مؤشر أسعار المستهلكين (CPI) ارتفع في يونيو بنسبة 2.7% على أساس سنوي، مقارنة بـ2.4% في مايو، وهو ما يعزى جزئيًا إلى ارتفاع أسعار البنزين بعد فترة من التراجع، وجاءت القراءة قريبة من توقعات الاقتصاديين الذين رجحوا زيادة قدرها 2.6%.
أما على أساس شهري، فقد ارتفعت الأسعار بنسبة 0.3% مقابل زيادة قدرها 0.1% في مايو. وباستثناء أسعار الغذاء والطاقة، ارتفع التضخم الأساسي بنسبة 2.9% سنويًا و0.2% شهريًا، ما جاء دون التوقعات التي أشارت إلى 3% و0.3% على التوالي.
وبدأت الرسوم الجمركية التي فرضها الرئيس الأمريكي دونالد ترامب تؤثر تدريجيًا على المستهلكين والأسعار داخل الاقتصاد الأمريكي.