سجلت أسعار النفط ارتفاعًا طفيفًا خلال تعاملات اليوم الأربعاء 16 يوليو 2025، بعد يومين من التراجع، وسط تفاؤل حذر بشأن قوة الطلب العالمي على الوقود خلال فصل الصيف، خاصة في أكبر اقتصادين في العالم: الولايات المتحدة والصين.
وجاء هذا الارتفاع مدعومًا بزيادة النشاط الصناعي وذروة موسم السفر الصيفي، بينما لا تزال المخاوف بشأن تباطؤ الاقتصاد العالمي والضغوط الجيوسياسية قائمة، مما حدّ من مكاسب أسعار الخام.
ورغم هذه المكاسب الطفيفة، يراقب المستثمرون الأسواق بعناية وسط تباين التوقعات، بين نظرة متفائلة من منظمة أوبك حول النمو الاقتصادي في النصف الثاني من العام، وتقديرات أكثر تحفظًا من بعض المحللين بشأن استدامة هذا الصعود السعري.

ارتفاع محدود في أسعار الخام
ارتفعت أسعار خام برنت بمقدار 13 سنتًا أو 0.2% لتسجل 68.84 دولارًا للبرميل، في حين صعد خام غرب تكساس الوسيط الأمريكي بـ25 سنتًا أو 0.4% ليبلغ 66.77 دولارًا للبرميل.
ويأتي هذا الارتفاع بعد تراجع سابق ناتج عن تهديدات أمريكية بفرض رسوم جمركية على النفط الروسي، والتي أثارت قلقًا في الأسواق بشأن اضطرابات محتملة في الإمدادات.
الطلب الموسمي يعزز الأسعار
يرى محللو شركة LSEG أن موسم الصيف الحالي يوفر زخمًا قويًا للطلب على النفط، مدعومًا بذروة السفر والعطلات، بالإضافة إلى النشاط الصناعي المتزايد، خاصة في الولايات المتحدة، حيث شهدت عطلة الرابع من يوليو ارتفاعًا ملحوظًا في استهلاك البنزين.
وفي الصين، ساعدت وتيرة الإنتاج السريعة وزيادة الصادرات على دعم الاقتصاد في الربع الثاني من العام، رغم التباطؤ النسبي، إذ ارتفعت معالجة الخام في المصافي الصينية بنسبة 8.5% على أساس سنوي خلال يونيو، ما يعكس طلبًا قويًا على الوقود.
مكاسب قد تكون مؤقتة
رغم التحسن الطفيف، حذرت بريانكا ساشديفا، كبيرة محللي الأسواق في شركة Phillip Nova، من أن هذا الصعود “تصحيح تقني طفيف” أكثر منه انعكاس لتحسن جوهري في العوامل الأساسية.
وأشارت إلى ضرورة متابعة توقعات التضخم وأسعار الفائدة الأمريكية، معتبرة أن الضغوط الجمركية التي يمارسها الرئيس الأمريكي دونالد ترامب قد تؤدي إلى ضغوط تضخمية جديدة، ما يؤثر على الطلب في المدى المتوسط.
أوبك تبدي تفاؤلاً حذرًا
في المقابل، أظهرت منظمة أوبك نبرة تفاؤلية في تقريرها الشهري الصادر يوم الثلاثاء، حيث توقعت تحسن الاقتصاد العالمي في النصف الثاني من 2025، ما من شأنه دعم الطلب على النفط.
وأشارت المنظمة إلى أن اقتصادات مثل البرازيل، الصين، والهند تسير على نحو يفوق التوقعات، بينما تتعافى الولايات المتحدة والاتحاد الأوروبي تدريجيًا من تباطؤ العام الماضي.