شهدت أسعار النفط العالمية ارتفاعًا طفيفًا خلال تعاملات صباح اليوم الجمعة 18 يوليو 2025، مدفوعة بمجموعة من العوامل المؤثرة في ميزان العرض والطلب. ويأتي هذا الارتفاع مدعومًا بتوقعات استمرار الطلب القوي على الخام خلال موسم الصيف، الذي يشهد عادة ذروة في استهلاك الوقود عالميًا، إلى جانب تراجع المخزونات الأمريكية من نواتج التقطير، مما زاد من قلق الأسواق حيال قدرة السوق الأمريكي على تلبية الطلب المحلي.
وتزامن هذا الارتفاع المحدود مع تطورات بارزة في ملف صادرات النفط العراقي من إقليم كردستان، حيث أعلنت الحكومة الفيدرالية موافقتها على خطة لإعادة تصدير الخام من الإقليم بعد توقف دام أكثر من عامين. وقد ساهم هذا القرار في كبح جماح ارتفاع الأسعار، نتيجة توقعات بزيادة المعروض العالمي.
وفي المقابل، بقي هيكل سوق النفط يعكس مخاوف الأسواق من تراجع الإمدادات على المدى القصير، وسط استمرار هيكل “الباكورديشن” الذي يُظهر أن الأسعار الفورية لا تزال أعلى من العقود الآجلة.

أسعار النفط الخام في الأسواق العالمية
سجل خام غرب تكساس الوسيط تسليم أغسطس ارتفاعًا بنسبة 0.36% ليصل إلى 67.78 دولارًا للبرميل، بزيادة قدرها 0.24 دولار.
كما ارتفع خام برنت القياسي تسليم سبتمبر بنسبة 0.37%، ليصل إلى 69.78 دولارًا للبرميل، محققًا زيادة قدرها 0.26 دولار.
أما في بورصة طوكيو، فقد تراجع سعر النفط الخام لشهر يوليو بمقدار 100 ين، ليبلغ 65,000 ين لكل كيلولتر، بانخفاض نسبته 0.15%.
أسعار الغاز الطبيعي في نيويورك
سجلت أسعار الغاز الطبيعي في بورصة نيويورك ارتفاعًا طفيفًا بنسبة 0.14%، ليصل سعر العقد تسليم أغسطس إلى 3.55 دولارًا لكل مليون وحدة حرارية بريطانية، بزيادة قدرها 0.01 دولار.
صادرات النفط من إقليم كردستان
أعلنت الحكومة العراقية، بالتنسيق مع سلطات إقليم كردستان، عن التوصل إلى اتفاق لاستئناف صادرات النفط من الإقليم بعد توقف منذ مارس 2023.
وبموجب الخطة الجديدة، ستقوم حكومة الإقليم بتسليم ما لا يقل عن 230 ألف برميل يوميًا إلى شركة “سومو” لتسويق النفط الوطني لأغراض التصدير.
من المتوقع أن يسهم هذا القرار في تعزيز المعروض العالمي من الخام وتخفيف الضغط التصاعدي على الأسعار.
المخزونات الأمريكية وتحديات السوق
على الرغم من الزيادة الأسبوعية الأخيرة في المخزونات، لا تزال نواتج التقطير في الولايات المتحدة، والتي تشمل وقود الديزل وزيت التدفئة، عند أدنى مستوياتها الموسمية منذ عام 1996.
ويعزز هذا النقص التاريخي في المخزون المخاوف بشأن قدرة السوق الأمريكي على تلبية احتياجات الطلب الداخلي، خاصة خلال موسم الصيف.
استمرار هيكل “الباكورديشن”
لا يزال هيكل “الباكورديشن” مسيطرًا على سوق العقود الآجلة، ما يعني أن الأسعار الفورية للخام تفوق العقود المستقبلية، وهو ما يعكس قلق الأسواق من احتمالات نقص الإمدادات في الأجل القريب.