تتزامن تصريحات رجل الأعمال المصري نجيب ساويرس مع أسعار الذهب في السوق المحلية، التي تراجعت بشكل طفيف خلال الأسبوع الماضي، متأثرة باستمرار التحركات العرضية عالميًا، إلى جانب مؤشرات على تعافي الجنيه المصري، وهو ما شكل ضغطًا إضافيًا على أسعار الذهب.
توقعات ساويرس لأسعار الذهب الفترة المقبلة
توقّع رجل الأعمال نجيب ساويرس، رئيس مجلس إدارة شركة أوراسكوم للاستثمار، أن يشهد سوق المعدن النفيس ارتفاعًا بشكل تدريجي خلال الفترة القادمة.
وقال ساويرس في تصريحات سابقة عبر برنامج كلام بيزنس على قناة سي إن إن الاقتصادية، إنه من المتوقع أن ترتفع سعر أونصة الذهب خلال الفترة القادمة، متوقّعًا أن تصل سعر الأوقية إلى 5000 دولار في غضون 3 إلى 4 أعوام على الأكثر.
وأضاف ساويرس، في تصريحاته، أن مصر تمتلك مخزونًا كبيرًا من الذهب، مشيرًا إلى أن شركته بدأت أعمال التنقيب والتعدين عن الذهب في مصر منذ أكثر من عام، وجاءت النتائج الأولية التي تم التوصل إليها حتى الآن إيجابية ومبشّرة.
التحوط من هيمنة الدولار
وأعلن رئيس مجلس إدارة أوراسكوم، عن تمسّكه بالاستثمار في الذهب على المدى الطويل، حيث وصف هذا التوجه بأنه ليس مجرد وسيلة لحماية الثروة من التقلبات، بل استراتيجية طويلة المدى، مضيفًا أن “تكلفة استخراج أونصة الذهب من المناجم تتراوح بين 1200 و1500 دولار، وهو ما يتيح تحقيق أرباح كبيرة حتى في أسوأ سيناريوهات تراجع الأسعار”.
وأوضح ساويرس أن الصين وروسيا هما أكبر مشتري للذهب في الوقت الحالي، وذلك في إطار سعيهما للتحوّط من هيمنة الدولار الأمريكي، مشيرًا إلى أن الطلب العالمي على الذهب يتفوق في الوقت الحالي على حجم المعروض، بسبب تأخر دخول المناجم الجديدة إلى الإنتاج، حيث تستغرق عملية بدء تشغيل منجم جديد نحو 7 سنوات منذ لحظة الاستكشاف وحتى بدء الاستخراج الفعلي.
وأشار إلى أن هناك فجوة متزايدة بين الطلب والإنتاج، حيث إن العمر الافتراضي للمنجم الواحد يتراوح بين 10 إلى 15 سنة، ومع انخفاض إنتاج عدد من المناجم الحالية، وبطء دخول المناجم الجديدة حيز التشغيل.
مؤشرات تعافي الجنيه
من جانبه، قال إيهاب واصف، رئيس شعبة الذهب والمعادن الثمينة باتحاد الصناعات، إن أسعار الذهب في السوق المحلية تراجعت بشكل طفيف خلال الأسبوع الماضي، متأثرة باستمرار التحركات العرضية عالميًا، إلى جانب مؤشرات على تعافي الجنيه المصري، وهو ما شكل ضغطًا إضافيًا على أسعار الذهب.
وأوضح واصف أن جرام الذهب عيار 21 -الأكثر تداولًا في مصر- فقد نحو 5 جنيهات خلال الأسبوع، متراجعًا بنسبة 0.11% ليُغلق عند 4650 جنيهًا للجرام، مقارنة بـ4655 جنيهًا في بداية الأسبوع. وأضاف أن حركة السوق ظلت في نطاق ضيق، مع غياب اتجاه واضح، حيث تراوح سعر الجرام بين 4628 و4680 جنيهًا.
وأشار إلى أن صعود الدولار الأمريكي عالميًا، إلى أعلى مستوياته في ثلاثة أسابيع، ساهم في كبح صعود الذهب، في ظل تحسن المؤشرات الاقتصادية الأمريكية. في المقابل، ظل تأثير سعر الدولار محليًا محدودًا على أسعار الذهب، بفعل استقرار سعر الصرف داخل البنوك.
ووفقًا لوصاف، فإن التحسن المستمر في أداء الجنيه المصري يضغط على أسعار الذهب محليًا، خاصة في ظل التوقعات الدولية الإيجابية. وفي هذا السياق، لفت بنك “غولدمان ساكس” إلى أن الجنيه المصري تحول من عجز في صافي الأصول الأجنبية بلغ 17.6 مليار دولار في بداية 2023 إلى فائض بقيمة 4.8 مليار دولار في مايو الماضي، متوقعًا استمرار التقويم المنخفض للجنيه بنسبة تصل إلى 25% خلال عام.
وأكد واصف أن هذا التحسن في العملة المحلية، في حال استمراره، سيدفع أسعار الذهب إلى مزيد من التراجع على المدى المتوسط، خاصة في ظل الحيادية المسيطرة على تحركات الذهب عالميًا، وترقب الأسواق لتداعيات الأزمات التجارية الدولية.