تشهد أسواق الطاقة العالمية حالة من الترقب وعدم اليقين، مع استقرار أسعار النفط في بداية تعاملات اليوم الإثنين الموافق 21 يوليو 2025، وذلك عقب تسجيل أول خسارة أسبوعية خلال شهر يوليو.
وتأتي هذه التحركات وسط تصاعد التوترات الجيوسياسية، خاصة مع استمرار العقوبات المفروضة على روسيا، ومخاوف متزايدة من اضطرابات محتملة في الإمدادات.
تتجه أنظار المستثمرين نحو المحادثات التجارية الجارية بين الولايات المتحدة والاتحاد الأوروبي، في ظل اقتراب الموعد النهائي الذي حدده الرئيس الأمريكي دونالد ترامب لإصدار قرارات جديدة بشأن الرسوم الجمركية، وهو ما يزيد من حساسية الأسواق تجاه أي تطور قد يؤثر على التوازن العالمي للنفط.

أسعار النفط اليوم
حافظ خام برنت على استقراره قرب مستوى 69 دولارًا للبرميل، رغم تراجعه بنسبة 1.5% خلال الأسبوع الماضي، بينما استقر خام غرب تكساس الوسيط فوق 67 دولارًا. ويأتي هذا التماسك النسبي رغم التقلبات الأخيرة، متأثرًا بالعديد من العوامل أبرزها التصعيد السياسي والتجاري بين واشنطن وبروكسل.
الترقب يسود الأسواق قبل الموعد النهائي لاتفاق التجارة
تنتظر الأسواق نتائج اجتماع مهم لمبعوثي الاتحاد الأوروبي خلال الأسبوع الجاري، حيث تتم مناقشة خطة احترازية لمواجهة فشل محتمل في التوصل إلى اتفاق تجاري مع الولايات المتحدة قبل الأول من أغسطس، وهو الموعد الذي وضعه ترامب لإعلان قرارات جديدة حول الرسوم الجمركية.
وقد تبنت أوروبا مؤخرًا لهجة أكثر حزمًا، مدعومة بموقف بريطاني داعم، في محاولة لتقليل الاعتماد على الطاقة الروسية ومواجهة الضغوط الأمريكية المتزايدة.
عقوبات جديدة على روسيا وتأثيرها على الإمدادات العالمية
وافق الاتحاد الأوروبي على حزمة عقوبات جديدة تطال صادرات الطاقة الروسية، شملت خفض سقف أسعار النفط الخام، وفرض قيود على الوقود المكرر، بالإضافة إلى حظر التعامل مع مصفاة كبرى في الهند.
وتظهر هذه العقوبات تصميم أوروبا على تقليص وارداتها من موسكو، لكن غياب الدعم الأمريكي الكامل لسقف الأسعار قد يحد من فعاليتها، بحسب ما أشار إليه الخبير “روبرت ريني” من بنك ويستباك.
مؤشرات على شح الإمدادات وتغيرات في هيكل السوق
من المتوقع أن تؤدي العقوبات المفروضة إلى شح أكبر في إمدادات الطاقة للأسواق الغربية، في وقت ترتفع فيه الفروقات السعرية بين وقود الديزل والنفط الخام إلى أعلى مستوياتها منذ مارس 2024، ما يعكس زيادة ربحية المصافي وارتفاع الطلب على منتجات التكرير.
كما أظهرت الأسواق هيكلًا صعوديًا يعرف بـ”الباكورديشن”، ما يعزز المخاوف من نقص المعروض في المستقبل القريب، ويدفع المستثمرين للمراهنة على ارتفاع الأسعار لاحقًا.