ارتفعت أسعار الذهب اليوم الإثنين، مدعومة بتراجع الدولار الأمريكي واستمرار حالة الترقب في الأسواق العالمية، في ظل التطورات الجارية في المحادثات التجارية الأمريكية، وانتظار المستثمرين لاجتماع السياسة النقدية المرتقب لمجلس الاحتياطي الفيدرالي الأمريكي الأسبوع المقبل.
تراجع الدولار يمنح الذهب دفعة قوية
قال تيم ووترر، كبير المحللين في شركة KCM Trade، إن “الدولار بدأ الأسبوع على نحو هادئ، مما أتاح للذهب فرصة لتحقيق مكاسب مبكرة، خاصة مع اقتراب مواعيد نهائية حاسمة تتعلق بالسياسات الجمركية الأمريكية”.
وأضاف ووترر أن “الاقتراب من الموعد الحاسم في الأول من أغسطس، دون التوصل إلى اتفاقات تجارية جديدة، قد يدفع أسعار الذهب إلى موجة صعود جديدة نحو مستوى 3,400 دولار وربما أكثر، في ظل تزايد الطلب على الملاذات الآمنة”.
أدوات تحليل جديدة تدعم قرارات المستثمرين
في سياق متصل، ومع تزايد التذبذب في أسعار الذهب والمعادن النفيسة، أصبحت أدوات التحليل المتقدمة من “InvestingPro” و”WarrenAI” أداة أساسية للمستثمرين، حيث توفر مؤشرات فنية دقيقة وتحليلات فورية للأسعار، مما يعزز من دقة قرارات الشراء والبيع. ويُتاح حاليًا عرض صيفي خاص بخصم 50% لفترة محدودة.
مؤشر الدولار والمفاوضات التجارية في الواجهة
تراجع مؤشر الدولار مقابل سلة من العملات الرئيسية، ما جعل الذهب أكثر جاذبية لحاملي العملات الأخرى، وأسهم في رفع الأسعار خلال تعاملات اليوم.
وتترقب الأسواق تطورات المفاوضات التجارية بين الولايات المتحدة وشركائها، في ظل المهلة التي حددها الرئيس الأمريكي السابق دونالد ترامب في الأول من أغسطس، وسط تصريحات متفائلة من وزير التجارة الأمريكي هوارد لوتنيك بشأن إمكانية التوصل إلى اتفاق مع الاتحاد الأوروبي.
كما أشارت تقارير صحفية إلى احتمال قيام ترامب بزيارة إلى الصين قبل مشاركته في قمة التعاون الاقتصادي لدول آسيا والمحيط الهادئ (APEC) والمقرر عقدها بين 30 أكتوبر و1 نوفمبر، أو عقد لقاء مع الرئيس الصيني شي جين بينغ على هامش القمة ذاتها في كوريا الجنوبية.
الفائدة العالمية وتوقعات البنوك المركزية
من جانب آخر، يتوقع أن يُبقي البنك المركزي الأوروبي على أسعار الفائدة عند مستوى 2.0% خلال اجتماعه المقرر هذا الأسبوع، وذلك بعد سلسلة من قرارات الخفض السابقة.
أما في الولايات المتحدة، فقد صرح عضو مجلس الاحتياطي الفيدرالي كريستوفر والر مؤخرًا بأن الوقت قد حان لخفض أسعار الفائدة في الاجتماع المقبل، وهو ما يدعم أسعار الذهب، حيث يُعد الذهب ملاذًا تقليديًا خلال فترات انخفاض أسعار الفائدة والاضطرابات الاقتصادية.
وفي اليابان، أظهرت نتائج الانتخابات الأخيرة فقدان الائتلاف الحاكم للسيطرة على مجلس الشيوخ، مما زاد من الضغوط السياسية على رئيس الوزراء شيغيرو إيشيبا، وأضفى مزيدًا من الغموض السياسي على المشهد الاقتصادي الآسيوي.
أداء الذهب عند تسوية الجمعة الماضية
أنهى الذهب تعاملات يوم الجمعة الماضية على ارتفاع، بدعم من تراجع الدولار واستمرار حالة عدم اليقين الجيوسياسي، حيث ارتفعت العقود الآجلة للذهب تسليم أغسطس بنسبة 0.40% أو ما يعادل 13 دولارًا، لتغلق عند 3358.30 دولار للأوقية، مقلصة خسائرها الأسبوعية إلى 0.17%.
الذهب والدولار الآن
في تعاملات اليوم، سجل الذهب الفوري ارتفاعًا بنسبة 0.6% ليصل إلى 3,368.39 دولار للأوقية، بينما ارتفعت العقود الآجلة الأمريكية بنسبة 0.5% إلى 3,376 دولارًا.
وفي المقابل، سجل مؤشر الدولار تراجعًا بنسبة 0.2%، مما عزز من توجه المستثمرين نحو الذهب والمعادن النفيسة.
تحركات المعادن الأخرى
شهدت المعادن الأخرى أيضًا أداءً إيجابيًا، حيث ارتفعت الفضة الفورية بنسبة 0.3% لتسجل 38.28 دولارًا للأوقية، وزاد البلاتين بنسبة 0.5% إلى 1,429.08 دولار، كما صعد البلاديوم بنسبة 1.6% ليصل إلى 1,259.93 دولار.
فرص استثمارية وسط تقلبات السوق
ومع بلوغ تقييمات الأسهم العالمية مستويات مرتفعة خلال عام 2024، يشعر العديد من المستثمرين بالتردد حيال ضخ مزيد من الأموال في أسواق الأسهم. ولذلك، توفّر المحافظ الاستثمارية المدروسة أداة فعّالة لتوجيه الاستثمارات نحو الأصول ذات الإمكانات المرتفعة، في ظل بيئة اقتصادية تتسم بعدم اليقين.