أصدر الاتحاد المصري للتأمين نشرته الأسبوعية عن التأمين الفضي ودوره في تنمية صناعة التأمين، مؤكدًا أن تركيبة سكان العالم تغيرت منذ ثلاثة عقود بصورة يصعب تخيلها وبوتيرة أسرع من أي وقت مضى، ما يدفعنا إلى إعادة التفكير فيما يعرف باقتصاد كبار السن أو الاقتصاد الفضي الذي يعني بدراسة مسارات إنتاج وتوزيع واستهلاك السلع والخدمات التي تهدف إلى استخدام الإمكانات الشرائية للمسنين وتلبية احتياجاتهم الاستهلاكية والمعيشية والصحية.
وأوضح أنه على الرغم من أن المجتمع المصري يعتبر مجتمعًا فتيًا، حيث تشكل الفئة العمرية أقل من 15 عامًا، حوالي ثلث عدد السكان بنسبة 32.6%، فيما تمثل الفئة العمرية أكثر من 65 عامًا نسبة 5% فقط، إلا أن ذلك يعني أن عدد الأفراد المنتمين لهذه الفئة يبلغ حوالي 5.6 مليون نسمة وهو عدد يستحق أن توليه صناعة التأمين اهتمامها.
والمطلوب الآن أن تتبنى شركات التأمين تفكيرًا جديدًا لخلق بيئة داعمة لهذه الشريحة سريعة النمو، وأن تحرص على توسيع نطاق المنتجات التي تمنح الناس قدرًا أكبر من الأمان والثقة حتى يتمكنوا من الإنفاق دون خوف من تجاوز مصدر دخلهم، وهو أمر مهم للمجتمع ككل.
وأوضح أنه لذلك يسعى الاتحاد من خلال هذه النشرة إلى تحفيز قطاع التأمين على البحث عن المزيد من الفرص لتعزيز وإثراء هذا القطاع عن طريق محاولة استغلال الفرص غير المستغلة، وذلك من خلال إيجاد فئات جديدة من العملاء وتصميم المنتجات التي تلبى احتياجاتهم ما يزيد من معدل انتشار التأمين.
وطبقًا للتقديرات، فإن اقتصاد كبار السن أو الاقتصاد الفضي يبلغ 15 تريليون دولار، وتبلغ قيمة السوق العالمية لتقنية الرعاية لكبار السن أكثر من 13 مليار دولار، وأصبح القطاعان العام والخاص يدركان أن كبار السن يمثلون فرصة جذابة، وخاصة بالنسبة للصناعات التكنولوجية والخدمات الرقمية والمالية.
ويُعدُّ ارتفاع معدل الأعمار في العالم حقيقة لا يمكن غضّ النظر عنها؛ إذ تشير أبحاث الأمم المتحدة إلى أن عدد كبار السن سيتضاعف عالميًا بحلول عام 2050م، ليصل إلى ما نسبته 25% من السكان، وتحل اليابان في المرتبة الأولى عالميًا في ارتفاع معدل الأعمار، إذ تبلغ نسبة من تتراوح أعمارهم بين 65 عامًا فما أكبر 26.3%من السكان.
ومن المتوقع أن يصبح ثلث الشعب الياباني بما نسبته 32.2% من كبار السن بحلول عام 2030م، تليها دول أوروبا، فمن بين 199 مليون أوروبي هناك 39% منهم فوق سن الخمسين، وبحلول عام 2025م سيصبح عددهم 222 مليونًا أي 43% من سكان أوروبا، وهو ما يؤشر بتغيّر تشكيل الاقتصاد العالمي في المستقبل، وتأتي الولايات المتحدة والصين في مقدمة الدول التي تتزايد فيها نســــب كبار السن، وتُعدُّ الأخيرة أرضًا خِصبة للفرص الاستثمارية لاقتصاد كبار السن، خاصة في قطاعات الصحة والترفيه والسياحة.
ما المقصود بمصطلح “الاقتصاد الفضي”؟ ولماذا يعتبر ذا أهمية لشركات التأمين؟
يشير الاقتصاد الفضي إلى الأنشطة والفرص الاقتصادية التي تنشأ من تقدم عمر السكان. فكون أن هناك عددًا لا بأس به من الأشخاص يعيشون حياة أطول وأكثر صحة، فإن ذلك يعكس حقيقة أن هناك شريحة متزايدة من السكان تزيد أعمارهم عن 60 عامًا. وقد أدى هذا التحول الديموغرافي إلى زيادة كبيرة في الطلب على المنتجات والخدمات المصممة خصيصًا لتلبية احتياجات وتفضيلات كبار السن.
ويمكن تقسيم هذا القطاع النابض بالحياة إلى مجموعتين متميزتين: كبار السن (الذين تتراوح أعمارهم بين 60 و75 عامًا).. وكبار السن (الذين تبلغ أعمارهم 76 عامًا أو أكثر).
ويصبح إدراك هذا التمايز أمرًا محوريًا عند صياغة حلول مخصصة تلبي احتياجاتهم وتتناسب مع أنماط حياتهم ومخاوفهم