شهدت أسواق الذهب العالمية خلال الأسبوع الماضي حالة من التذبذب الواضح، إذ استقر المعدن الأصفر عند التسوية يوم أمس دون تغير ملحوظ، إلا أنه سجل خسائر أسبوعية ملموسة بلغت نسبتها 1.8%.
وجاء هذا الأداء في أعقاب صدور بيانات التضخم الأمريكية التي أعادت رسم توقعات المستثمرين بشأن مسار أسعار الفائدة في الولايات المتحدة، حيث قلصت هذه البيانات من الرهان على خفض حاد للفائدة خلال سبتمبر المقبل.
ويأتي ذلك في وقتٍ تتوجه فيه أنظار الأسواق العالمية إلى المحادثات المرتقبة بين الرئيس الأمريكي دونالد ترامب ونظيره الروسي فلاديمير بوتين، والتي قد تحمل أبعادًا اقتصادية وسياسية جديدة تؤثر بشكل غير مباشر على حركة الذهب والمعادن الأخرى.

أسعار الذهب عند التسوية
أغلق الذهب في المعاملات الفورية مستقراً عند 3336.66 دولار للأونصة، فيما استقرت العقود الأمريكية الآجلة عند 3382.6 دولار. وعلى الرغم من هذا الاستقرار اللحظي، إلا أن المعدن الأصفر تكبد خسائر أسبوعية نسبتها 1.8%، في إشارة إلى الضغوط المستمرة التي يواجهها في الأسواق العالمية.
وجاء هذا الأداء مدعومًا بتراجع مؤشر الدولار الأمريكي بنسبة 0.27% إلى مستوى 97.989، مما جعل السلع المقومة بالدولار أكثر جاذبية لحائزي العملات الأخرى.
تأثير بيانات التضخم الأمريكية
أظهرت بيانات وزارة العمل الأمريكية الصادرة يوم الخميس الماضي ارتفاع مؤشر أسعار المنتجين بنسبة 3.3% على أساس سنوي خلال يوليو 2025، وهي أكبر زيادة منذ ثلاث سنوات، متجاوزة توقعات السوق البالغة 2.5%. كما سجلت طلبات إعانة البطالة الأسبوعية 224 ألف طلب مقابل توقعات عند 228 ألفًا.
هذه الأرقام القوية أعطت إشارات إلى استمرار الضغوط التضخمية، مما قلل من احتمالات إقدام الفيدرالي الأمريكي على خفض كبير للفائدة بمقدار نصف نقطة مئوية، وهو ما انعكس سلبًا على الذهب الذي عادةً ما يستفيد من بيئة معدلات الفائدة المنخفضة باعتباره أصلًا لا يدر عائدًا.
حركة المعادن الأخرى
لم تكن المعادن النفيسة الأخرى بمنأى عن التأثر بالتطورات الاقتصادية الأخيرة، حيث سجلت أسعار الفضة ارتفاعًا طفيفًا بنسبة 0.2% لتصل إلى 37.89 دولار للأونصة. في المقابل، تراجع البلاتين بنسبة 0.3% ليغلق عند 1351.78 دولار، بينما هبط البلاديوم بنسبة 0.4% إلى 1140.69 دولار.
يمكن القول إن الذهب يعيش فترة دقيقة من التوازن بين الضغوط الناتجة عن البيانات الاقتصادية الأمريكية القوية من جهة، وتراجع الدولار الذي يحد من الخسائر من جهة أخرى. وفي ظل ترقب قرارات السياسة النقدية الأمريكية والمحادثات السياسية الدولية المرتقبة، يظل المستثمرون في حالة انتظار لأي إشارات جديدة تحدد الاتجاه المقبل للمعدن النفيس.