تشهد أسواق الطاقة العالمية حالة من التذبذب الحاد، وسط مؤشرات سياسية واقتصادية متشابكة تُلقي بظلالها على مستقبل أسعار الخام.
فمع بداية تعاملات اليوم الإثنين، تراجعت أسعار النفط العالمية متأثرة بعدم اتخاذ الولايات المتحدة خطوات إضافية للضغط على روسيا بشأن صادراتها من الخام، وذلك عقب اللقاء الذي جمع الرئيس الأمريكي دونالد ترامب بنظيره الروسي فلاديمير بوتين في ولاية ألاسكا يوم الجمعة الماضي.
ويأتي هذا التراجع في ظل مشهد دولي معقد، تتداخل فيه الملفات الجيوسياسية مع التوجهات الاقتصادية، حيث تسعى واشنطن إلى تحقيق توازن بين ضغوط الحلفاء الأوروبيين واعتبارات مصالحها التجارية، في الوقت الذي يستعد فيه العالم لمتابعة كلمة رئيس مجلس الاحتياطي الفيدرالي، جيروم باول، في مؤتمر جاكسون هول، والتي قد تحدد اتجاه السياسات النقدية الأمريكية خلال الفترة المقبلة.

هبوط أسعار خام برنت وغرب تكساس
سجل خام برنت في العقود الآجلة تراجعًا بمقدار 26 سنتًا أو ما يعادل 0.39% ليصل إلى 65.59 دولارًا للبرميل، فيما انخفض خام غرب تكساس الوسيط الأمريكي 18 سنتًا أو ما يعادل 0.29% ليسجل 62.62 دولارًا للبرميل، وفقًا لتقارير “بلومبرج”.
ويرى محللون أن تراجع الأسعار يعكس حالة من الترقب في الأسواق، خاصة بعد أن أبدى الرئيس الأمريكي توجهًا أكثر مرونة تجاه موسكو، مفضلًا البحث عن اتفاق سلام شامل بدلًا من الاكتفاء بوقف إطلاق النار كخطوة أولى.
ترامب يلمّح للرسوم الجمركية.. ولكن ليس الآن
في تصريحاته الأخيرة، أكد الرئيس الأمريكي أنه لا يرى ضرورة فورية لفرض رسوم جمركية على دول مثل الصين بسبب شرائها النفط الروسي، لكنه لمح إلى إمكانية اتخاذ هذا القرار خلال أسابيع قليلة.
وساهم هذا الموقف، الذي بدا أقل تشددًا مما كان متوقعًا، في تهدئة المخاوف من حدوث اضطرابات كبرى في إمدادات الخام الروسي للأسواق العالمية، لا سيما في ظل استمرار الطلب المرتفع من آسيا.
اجتماع زيلينسكي مع القادة الأوروبيين
بالتوازي مع الموقف الأمريكي، يجتمع الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي اليوم الإثنين مع قادة أوروبيين لبحث صيغة اتفاق يضع حدًا للحرب المستمرة منذ أكثر من ثمانية عقود في أوروبا.
لكن المعضلة الأساسية تكمن في رفض كييف وبعض العواصم الأوروبية لأي تسوية تقوم على مبدأ “الأرض مقابل السلام”، فيما تصر موسكو على الحفاظ على مواقفها الإقليمية دون تنازلات جوهرية.
مراقبة حذرة لخطاب الفيدرالي الأمريكي
على الصعيد الاقتصادي، يترقب المستثمرون كلمة رئيس مجلس الاحتياطي الفيدرالي، جيروم باول، في مؤتمر جاكسون هول، أملاً في الحصول على إشارات واضحة بشأن وتيرة خفض أسعار الفائدة خلال الفترة المقبلة.
وتوقعت مؤسسة “آي جي” أن يواصل باول سياسته القائمة على الاعتماد على البيانات الاقتصادية، خاصة مع اقتراب صدور تقرير الوظائف الأمريكية ومؤشر أسعار المستهلك، واللذين سيكونان عاملين حاسمين قبل اجتماع الفيدرالي المقرر في 17 سبتمبر المقبل.