يشهد سوق الذهب في مصر والعالم خلال الفترة الأخيرة حالة من التذبذب الحاد، أثارت قلق صغار المدخرين الذين اندفعوا لشراء المعدن النفيس عند مستويات مرتفعة، ليجدوا أنفسهم أمام خسائر مع استمرار التراجع في الأسعار.
ومع هذا الهبوط، ازدادت التساؤلات حول كيفية التصرف، خصوصًا أن الذهب لطالما اعتُبر أداة استثمارية آمنة وملاذًا يحتمي به المستثمرون في أوقات الأزمات الاقتصادية والجيوسياسية.
ورغم القلق الآني، يؤكد خبراء وتجار الذهب أن المعدن الأصفر يظل استثمارًا طويل الأجل، غالبًا ما يستعيد قيمته ويحقق مكاسب مع مرور الوقت، وهو ما يجعل قرارات البيع المتسرعة في أوقات الهبوط خيارًا غير حكيم. وفي الوقت نفسه، تتوقع مؤسسات مالية عالمية كبرى أن أسعار الذهب مقبلة على موجة صعود جديدة قد تغيّر خريطة الاستثمار في السنوات المقبلة.
قلق صغار المدخرين بعد تراجع الأسعار
كشف أمير رزق، عضو رابطة تجار الذهب، أن من اشترى الذهب عند مستويات مرتفعة ثم فوجئ بانخفاض الأسعار، عليه ألا يتسرع في البيع بخسارة، مشددًا على أن الذهب يظل استثمارًا طويل الأجل.
وأضاف أن المستثمر الراغب في الادخار لا يجب أن يقلق من الهبوط الحالي، بينما المستثمر قصير الأجل يحتاج إلى متابعة دقيقة لحركة السوق قبل اتخاذ أي قرار.
استراتيجية متوسط التكلفة.. الحل العملي لتقليل الخسائر
أوضح رزق أن هناك استراتيجية عملية يمكن أن يتبعها صغار المدخرين، وهي الشراء بكميات صغيرة عند كل انخفاض في الأسعار، وهو ما يعرف بمتوسط التكلفة.
هذه الطريقة تساعد على خفض السعر الإجمالي للشراء، ما يزيد من فرص تحقيق ربح عند عودة الأسعار للصعود مرة أخرى.
العوامل الاقتصادية المؤثرة على السوق
أشار عضو رابطة تجار الذهب إلى أن حركة المعدن النفيس ترتبط بشكل مباشر بالعوامل الاقتصادية العالمية، وعلى رأسها قرارات الفيدرالي الأمريكي وحركة الدولار.
فكل قرار بشأن أسعار الفائدة الأمريكية يترك أثرًا مباشرًا على شهية المستثمرين تجاه الذهب كملاذ آمن.
أسعار الذهب في مصر والعالم
سجل سعر الذهب عيار 21 مستوى 4540 جنيهًا للجرام، منخفضًا بنحو 40 جنيهًا خلال أسبوع واحد.
وعلى المستوى العالمي، تحركت أوقية الذهب لتسجل مستوى 3349 دولارًا وبحسب تقارير السوق، فقد تراجع الذهب في مصر بقيمة 80 جنيهًا خلال أسبوع واحد، وهو ما زاد من حالة الترقب لدى المتعاملين.
توقعات المؤسسات العالمية: صعود قوي مرتقب
رغم التراجعات الحالية، تشير التوقعات العالمية إلى مستقبل واعد لأسعار الذهب فقد ذكرت مؤسسة جولدمان ساكس أن أسعار الذهب مرشحة للوصول إلى 3700 دولار للأونصة بنهاية عام 2025، مع استمرار الصعود لتسجل 4000 دولار للأونصة بحلول منتصف 2026، وفقًا لما نقلته “بلومبرج”.
أما مؤسسة يو بي إس، فتوقعت أن يصل الذهب إلى 3500 دولار للأونصة بحلول ديسمبر 2025، مدعومًا باستمرار مشتريات البنوك المركزية حول العالم، وتزايد اعتماد المستثمرين على الذهب كأداة للتحوط في مواجهة الركود والمخاطر الجيوسياسية.