شهدت البورصة المصرية في ختام تعاملات جلسة الأمس، موجة من التراجعات الجماعية على مستوى مؤشرات السوق الرئيسية والفرعية، وسط ضغوط بيعية من المستثمرين المحليين والأجانب، ما أدى إلى خسائر كبيرة في رأس المال السوقي وصلت إلى 27.957 مليار جنيه، ليغلق عند مستوى 2.488.593 تريليون جنيه.
المؤشر الرئيسي يفقد أكثر من 1%

تعرض المؤشر الرئيسي للبورصة المصرية «إيجي إكس 30» لضغوط بيعية مكثفة، انعكست في تراجعه بنسبة 1.02%، ليغلق عند مستوى 35,731 نقطة، فاقدًا نحو 368 نقطة خلال الجلسة، كما هبط مؤشر «إيجي إكس 30 محدد الأوزان» بنسبة 0.93% ليصل إلى 43,793 نقطة، فيما انخفض مؤشر «إيجي إكس 30 للعائد الكلي» بنسبة 1.02% ليغلق عند مستوى 16,057 نقطة، ويعكس ذلك الأداء حالة من الترقب لدى المستثمرين تجاه المتغيرات الاقتصادية المحلية والعالمية، مع استمرار الضغوط التضخمية وتذبذب أسعار الصرف والسلع.
خسائر الشركات الصغيرة والمتوسطة
لم تكن مؤشرات الشركات الصغيرة والمتوسطة أفضل حالًا من السوق الرئيسي، حيث سجل مؤشر «إيجي إكس 70 متساوي الأوزان» تراجعًا ملحوظًا بنسبة 1.06% ليغلق عند مستوى 10,693 نقطة، فاقدًا أكثر من 114 نقطة، كما انخفض مؤشر «إيجي إكس 100 متساوي الأوزان» بنسبة 1.15%، ليغلق عند مستوى 14,323 نقطة، وتشير هذه التراجعات إلى ضغوط مضاعفة على الأسهم الصغيرة والمتوسطة، التي عادة ما تتأثر بشكل أكبر بتقلبات السوق، فضلًا عن محدودية السيولة الموجهة إليها.
ورغم محاولات بعض الأسهم القيادية تقليص حدة الخسائر في منتصف الجلسة، فإن ضغوط البيع ظلت مهيمنة حتى الإغلاق، مما أدى إلى تسجيل السوق خسائر يومية بارزة على مستوى المؤشرات كافة.
أسباب وتوقعات المرحلة المقبلة
ويرى محللون أن تراجع البورصة اليوم قد جاء انعكاسًا لموجة جني أرباح بعد الارتفاعات التي شهدها السوق في الجلسات الماضية، فضلًا عن استمرار حالة القلق لدى المستثمرين نتيجة المتغيرات الاقتصادية العالمية، خاصة فيما يتعلق بأسعار الفائدة وأسواق الطاقة، كما أن الأداء المتذبذب للجنيه أمام العملات الأجنبية يزيد من حدة المخاوف، ويؤثر بشكل مباشر على شهية المستثمرين تجاه الأسهم.
ومن المتوقع أن يشهد السوق خلال الجلسات المقبلة محاولات للتماسك وإعادة اختبار مستويات الدعم الحالية، مع ترقب قرارات اقتصادية وحكومية قد تدعم السوق وتعيد الثقة تدريجيًا، إلا أن استمرار الضغوط البيعية قد يحد من أي صعود مرتقب في المدى القصير.
بهذا تكون جلسة اليوم واحدة من أكثر الجلسات خسارة في أغسطس الجاري، وهو ما يضع البورصة المصرية أمام تحديات جديدة تتطلب إجراءات محفزة لعودة السيولة وتحفيز الاستثمار المحلي والأجنبي.