يشهد عالم التكنولوجيا والذكاء الاصطناعي فصولاً جديدة من الصراع بين عمالقة وادي السيليكون، حيث تكشف الوثائق القضائية الأخيرة عن كواليس مثيرة تتعلق بمحاولة الملياردير إيلون ماسك، الرئيس التنفيذي لشركة تسلا، إشراك منافسه مارك زوكربيرج، الرئيس التنفيذي لشركة ميتا بلاتفورمز، في عرض ضخم بلغت قيمته 97.4 مليار دولار للاستحواذ على شركة “أوبن إيه آي” المالكة لـ”شات جي بي تي”.
إلا أن المحاولة لم تكتمل بعد أن رفض زوكربيرج الانضمام إلى الصفقة، ليبقى ملف الشركة ساحة مشتعلة بين كبار اللاعبين في عالم التقنية.
الملف القضائي الجديد الذي قدمته “أوبن إيه آي” أزاح الستار عن تفاصيل الاتصالات بين ماسك وزوكربيرج، والتي جرى الكشف عنها خلال استجوابات رسمية مشفوعة بالقسم.
وتأتي هذه التطورات بينما تتواصل المعارك القضائية بين “أوبن إيه آي” وماسك، في وقت يعد فيه الطرفان من أبرز المتنافسين على مستقبل الذكاء الاصطناعي، الذي يمثل اليوم وقود الثورة الصناعية الرابعة.
محاولات ماسك لإشراك زوكربيرج
أشارت “أوبن إيه آي” في الملف القضائي إلى أن ماسك حاول إشراك زوكربيرج في ترتيبات تمويل محتملة أو استثمارات مرتبطة بعرض الشراء، في خطوة كان من شأنها أن توحد جهود اثنين من أكبر منافسي الشركة ضدها.
ورغم ضخامة العرض المالي، إلا أن زوكربيرج لم ينضم إلى الصفقة، ما دفع “أوبن إيه آي” إلى مطالبة القضاء بالتحقيق في الاتصالات الداخلية لميتا التي قد تكشف عن خلفيات وأبعاد هذه المحاولة.
موقف “ميتا” من الاتهامات
من جانبها، رفضت “ميتا” مطالب “أوبن إيه آي” بإنتاج مستندات أو اتصالات داخلية، مؤكدة أن مثل هذه الوثائق لا علاقة لها بالقضية الحالية.
واعتبرت أن أي بيانات ذات صلة يجب أن تطلب مباشرة من ماسك وشركته الناشئة، لا من ميتا.
ويعكس هذا الرد تمسك زوكربيرج وفريقه بعدم الدخول في دوامة الصراع القضائي القائم بين “أوبن إيه آي” وماسك.
تصاعد النزاع القضائي
النزاع بين ماسك و”أوبن إيه آي” ليس جديدًا؛ ففي العام الماضي رفع ماسك دعوى ضد الشركة ورئيسها التنفيذي سام ألتمان، متهمًا إياها بالتحول إلى نموذج ربحي يخالف رؤيتها الأولى.
وفي المقابل، رفعت “أوبن إيه آي” دعوى مضادة في أبريل 2025، لتتهم ماسك بمحاولات الإضرار بها من خلال بيانات صحفية ومنشورات على وسائل التواصل الاجتماعي وعروض مزيفة لأصول الشركة.
وفي أغسطس الماضي، أصدرت القاضية الفيدرالية إيفون جونزاليس روجرز قرارًا بوجوب مثول ماسك أمام المحكمة لمواجهة هذه الدعاوى، على أن تعقد محاكمة بهيئة محلفين في ربيع 2026، ما ينذر بمعركة قانونية طويلة الأمد قد تعيد رسم خريطة المنافسة في مجال الذكاء الاصطناعي.