في ظل تصاعد الحرب التكنولوجية بين الصين والولايات المتحدة، تتجه كبرى شركات التكنولوجيا إلى تعزيز قدراتها في مجالات الذكاء الاصطناعي والحوسبة السحابية لمواكبة الطلب العالمي المتسارع. وفي هذا السياق، أعلنت شركة هواوي تكنولوجيز عن بدء عملية إعادة هيكلة شاملة لوحدة الحوسبة السحابية التابعة لها، في خطوة استراتيجية تهدف إلى إعطاء الأولوية لتطوير نماذج الذكاء الاصطناعي وخدمات مراكز البيانات، مع التركيز على الابتكار في البرمجيات والأجهزة.
وتأتي هذه الخطوة لتؤكد أن هواوي، رغم العقوبات الأميركية والقيود المفروضة على حصولها على الرقاقات المتقدمة، لا تزال تسعى لترسيخ مكانتها كأحد أبرز اللاعبين في قطاع التكنولوجيا العالمي، مستفيدة من خبراتها الكبيرة وإمكاناتها الضخمة.
إعادة هيكلة شاملة تركز على الذكاء الاصطناعي
بدأت هواوي عملية الدمج الداخلي لعدد من أقسام وحدة الحوسبة السحابية من أجل تبسيط العمليات الأساسية وتحويل تركيزها نحو الأعمال المرتبطة بالذكاء الاصطناعي. وتشمل الأقسام الرئيسية الجديدة:
- الحوسبة
- التخزين
- قواعد البيانات
- الأمن السيبراني
ووفقًا لتصريحات الشركة، فإن الهدف هو تقديم خدمات سحابية أكثر تقدمًا وقيمة للعملاء عبر التعاون بين البرمجيات والأجهزة والابتكار الهيكلي.
مواجهة العقوبات الأميركية وتحدي إنفيديا
تأتي هذه التغييرات في وقت تضاعف فيه هواوي جهودها لمنافسة الشركات الأميركية، خصوصًا في مجال الذكاء الاصطناعي.
وأطلقت هواوي في وقت سابق نظامها CloudMatrix 384 الذي اعتُبر منافسًا قويًا لهيمنة “إنفيديا” في الصين وطورت أدوات مفتوحة المصدر مثل Compute Architecture for Neural Networks لمنافسة CUDA الخاصة بإنفيديا وقدمت خوارزمية Unified Cache Manager لتقليل الاعتماد على رقاقات الذاكرة عالية التكلفة.
وتعكس هذه الابتكارات رغبة هواوي في توفير بدائل محلية متقدمة، تدعم توجه الصين نحو تقليل اعتمادها على التكنولوجيا الأميركية.
إيرادات قوية ومواهب مطلوبة
وبحسب تقريرها السنوي، بلغت إيرادات هواوي من أعمال الحوسبة السحابية في عام 2024 حوالي 68.8 مليار يوان (نحو 10% من إجمالي الإيرادات).
كما أن المواهب العاملة في هواوي تظل مطلوبة بقوة في سوق التكنولوجيا الصيني، ما يجعلها مصدر فخر وطني ورمزًا للصمود أمام التحديات الدولية.