تشهد أسواق الطاقة العالمية حالة من الترقب الحذر في ظل توازن دقيق بين عدة عوامل مؤثرة على حركة أسعار النفط. فبعد مكاسب قوية تجاوزت 3% الأسبوع الماضي، استقرت أسعار الخام في تعاملات اليوم الإثنين، مع متابعة المستثمرين للتطورات المتعلقة بالإمدادات العالمية والتوترات التجارية، إلى جانب الإشارات الصادرة عن مجلس الاحتياطي الفيدرالي الأمريكي بشأن خفض أسعار الفائدة.
ويعكس هذا المشهد حالة من الترقب والترقب الحذر، إذ يقف السوق عند مفترق طرق بين مخاطر المعروض من جهة، والدعم المحتمل من السياسات النقدية من جهة أخرى.
أسعار النفط اليوم
استقر خام برنت عند مستوى 67.75 دولارًا للبرميل دون تغيير يُذكر، فيما ارتفع خام غرب تكساس الوسيط بنسبة طفيفة بلغت 0.1% ليصل إلى 63.72 دولارًا للبرميل. ويأتي ذلك بعد أن حقق الخامان مكاسب قوية الأسبوع الماضي تجاوزت 3%، مدفوعة بزيادة شهية المستثمرين للأصول عالية المخاطر.
تأثير التوترات التجارية
تزامن هذا الاستقرار مع إعلان الولايات المتحدة نيتها مضاعفة الرسوم الجمركية على وارداتها من الهند لتصل إلى 50%، ردًا على استمرار نيودلهي في شراء النفط الروسي.
ورغم هذه التهديدات، أكد دبلوماسيون هنود أن تدفقات الخام من موسكو لن تتوقف، ما يضيف بعدًا جديدًا للتوترات التجارية بين القوى الاقتصادية الكبرى.
ترقب قرارات الفيدرالي الأمريكي
ينصب تركيز الأسواق حاليًا على تصريحات رئيس الاحتياطي الفيدرالي، جيروم باول، الذي لمح في خطابه الأخير إلى احتمال خفض أسعار الفائدة الشهر المقبل.
مثل هذه الخطوة من شأنها أن تدعم أسعار النفط عبر تحفيز النشاط الاقتصادي العالمي، وزيادة الطلب على الطاقة، إضافة إلى إضعاف الدولار الأمريكي، الأمر الذي يجعل النفط أقل تكلفة لحائزي العملات الأخرى.
نطاق ضيق للتداولات في أغسطس
ورغم هذه العوامل، تبقى أسعار النفط حبيسة نطاق ضيق خلال أغسطس، حيث يواصل السوق التفاعل مع إنهاء تحالف “أوبك+” تخفيضاته الطوعية، وهو ما يثير مخاوف من فائض في المعروض، إلى جانب تداعيات الحرب التجارية التي تقودها واشنطن، والتطورات الجيوسياسية المستمرة المرتبطة بالحرب في أوكرانيا.
تراجع منصات الحفر في الولايات المتحدة
وفي سياق متصل، كشفت بيانات شركة بيكر هيوز للخدمات النفطية عن تراجع عدد منصات الحفر في الولايات المتحدة بمقدار منصة واحدة ليصل إلى 538 منصة في الأسبوع المنتهي 22 أغسطس، وهو أدنى مستوى منذ منتصف يوليو الماضي. وبهذا تكون الشركات الأمريكية قد قلصت المنصات أربع مرات خلال الأسابيع الخمس الماضية، ما قد يشير إلى ضغوط على الإنتاج مستقبلاً.