شهدت أسعار الذهب، اليوم الثلاثاء 2 سبتمبر 2025، قفزة تاريخية غير مسبوقة على المستويين العالمي والمحلي، وسط حالة من الترقب في الأسواق العالمية مع استمرار ضعف الدولار الأمريكي وتزايد التوقعات بخفض أسعار الفائدة من جانب مجلس الاحتياطي الفيدرالي الأمريكي. ويأتي هذا الارتفاع القياسي في وقت يزداد فيه الطلب على الذهب باعتباره الملاذ الآمن للمستثمرين، في ظل اضطرابات السياسة النقدية الأمريكية والتوترات الجيوسياسية المتصاعدة في أكثر من منطقة حول العالم، إلى جانب تصريحات مثيرة للجدل للرئيس الأمريكي دونالد ترامب.
أسعار الذهب في السوق المحلية
في مصر، سجلت أسعار الذهب ارتفاعًا جديدًا خلال تعاملات اليوم، إذ أوضح سعيد إمبابي، المدير التنفيذي لمنصة “آي صاغة” لتداول الذهب والمجوهرات عبر الإنترنت، أن أسعار الذهب ارتفعت بنحو 5 جنيهات للجرام مقارنة بإغلاق أمس، ليسجل عيار 21 نحو 4730 جنيهًا، بينما بلغ عيار 24 نحو 5406 جنيهات، وعيار 18 حوالي 4054 جنيهًا، وعيار 14 نحو 3154 جنيهًا، فيما سجل الجنيه الذهب 37,840 جنيهًا.
الأوقية تكسر حاجز 3500 دولار
عالميًا، واصلت أسعار الذهب قفزاتها، حيث ارتفعت الأوقية إلى 3484 دولارًا بعدما لامست مستوى قياسيًا عند 3509 دولارات، لتسجل بذلك أعلى مستوى في تاريخها. وجاء هذا الصعود التاريخي مدفوعًا بعدة عوامل أبرزها تراجع الدولار الأمريكي، وزيادة احتمالات خفض الفائدة الأمريكية، إضافة إلى إعلان ترامب عن رسوم جمركية جديدة أطلق عليها “يوم التحرير”، واستمرار التوترات في أوكرانيا والشرق الأوسط.
الذهب كملاذ آمن وسط اضطرابات السياسة النقدية
أوضح إمبابي أن الذهب أصبح الوجهة الأولى للمستثمرين للتحوط من التضخم والمخاطر السياسية، لاسيما مع حالة عدم اليقين التي تكتنف السياسة النقدية الأمريكية، بعد محاولات ترامب التدخل في عمل “الفيدرالي”، بما في ذلك مساعيه لإقالة ليزا كوك، عضو مجلس الاحتياطي الفيدرالي.
وحذّر خبراء اقتصاديون من أن أي خفض للفائدة تحت ضغط سياسي قد يؤدي إلى تفاقم معدلات التضخم، وهو ما يعزز من مكانة الذهب كأداة لحفظ القيمة.
تحذيرات أوروبية من تدخل ترامب
من جانبها، حذرت كريستين لاجارد، رئيسة البنك المركزي الأوروبي، من خطورة محاولات ترامب للتأثير على استقلالية الفيدرالي، مؤكدة أن مثل هذه التدخلات تمثل تهديدًا مباشرًا للاستقرار المالي العالمي.
مشتريات قياسية للبنوك المركزية
وفي سياق متصل، كشف تقرير صادر عن بنك “جولدمان ساكس” أن التدفقات القوية نحو صناديق المؤشرات المدعومة بالذهب ساهمت بشكل مباشر في الارتفاعات الأخيرة، متوقعًا أن يصل سعر الأوقية إلى 4000 دولار بحلول منتصف 2026.
كما أوضح التقرير أن الذهب تفوق على اليورو في حجم الاحتياطيات الرسمية للبنوك المركزية العالمية خلال العام الماضي، بعدما وصلت نسبته إلى 20% من إجمالي الاحتياطيات، وسط توجه دولي متزايد لتقليص الاعتماد على الدولار.
الفضة تلحق بالذهب في الارتفاع
ولم يكن الذهب وحده في دائرة الصعود، إذ ارتفعت أسعار الفضة أيضًا بنسبة 0.3% لتصل إلى 40.8 دولارًا للأوقية، مدعومة بالطلب الاستثماري المستمر، رغم تداولها بخصم كبير مقارنة بالذهب.