شهدت البورصة المصرية خلال الأسبوع الأول من شهر سبتمبر 2025 حالة من التراجع النسبي في الأداء، وسط ضعف في أحجام وقيم التداول نتيجة تقليص عدد الجلسات بسبب عطلة المولد النبوي الشريف، فقد أغلقت المؤشرات الرئيسية جميعها على انخفاضات متفاوتة، تعكس حالة من الهدوء والترقب في أوساط المتعاملين.
أداء المؤشرات خلال الأسبوع
انخفض المؤشر الرئيسي للبورصة المصرية «إيجي إكس 30» بنسبة 2.7%، ليغلق عند مستوى 34,761.97 نقطة مقارنة مع مستوى الإغلاق السابق البالغ 35,727.19 نقطة بنهاية الأسبوع الماضي، ويعكس هذا التراجع ضغوطًا بيعية ملحوظة على أسهم قيادية، في ظل غياب محفزات قوية قادرة على دعم الاتجاه الصاعد.

أما مؤشر الشركات الصغيرة والمتوسطة «إيجي إكس 70 EWI» فقد تراجع هو الآخر ولكن بوتيرة أقل، بلغت 0.24%، ليغلق عند مستوى 10,871.18 نقطة مقابل 10,897.59 نقطة في الأسبوع السابق. كما خسر مؤشر «إيجي إكس 100 متساوي الأوزان الجديد» ما نسبته 1.13%، ليصل إلى مستوى 14,344.33 نقطة مقارنة بـ 14,507.89 نقطة في الأسبوع الماضي.
وتُظهر هذه الأرقام أن التراجع شمل كافة شرائح السوق سواء الأسهم القيادية أو أسهم الشركات الصغيرة والمتوسطة، مما يعكس حالة من التوازن السلبي في الأداء.
التداولات ورأس المال السوقي
على صعيد التداولات، سجل إجمالي قيمة التعاملات خلال الأسبوع المنتهي في 3 سبتمبر 2025 نحو 239.4 مليار جنيه، فيما بلغت كمية الأسهم المتداولة نحو 5.530 مليون سهم، منفذة من خلال ما يقرب من 518 ألف عملية.
وبالنسبة لتوزيع التداولات، أوضحت بيانات البورصة أن الأسهم استحوذت فقط على 8.53% من إجمالي قيمة التداولات داخل المقصورة، بينما سيطر النشاط على السندات وأذون الخزانة التي مثلت نحو 91.47% من إجمالي التداولات.
أما رأس المال السوقي للبورصة المصرية فقد سجل بنهاية الأسبوع نحو 9.857 تريليون جنيه، متأثرًا بالتراجعات المسجلة في المؤشرات الرئيسية.
هيكل تعاملات المستثمرين
من جانب آخر، كشفت بيانات البورصة أن تعاملات المصريين استحوذت على النصيب الأكبر من إجمالي التداولات بنسبة 93.3%، بينما بلغت حصة الأجانب 3.6% والعرب 3.1% من التعاملات، وذلك بعد استبعاد الصفقات.
وبالنسبة لحصيلة تعاملات الفئات المختلفة، فقد سجل الأجانب صافي بيع قدره 96.1 مليون جنيه، في حين بلغ صافي مبيعات العرب نحو 115.6 مليون جنيه خلال الأسبوع، أما المستثمرون المصريون فقد اتجهوا في المقابل نحو الشراء، ما عزز سيطرتهم شبه الكاملة على حركة السوق.
وعلى صعيد أوسع منذ بداية العام، مثلت تعاملات المصريين نحو 88.9% من قيمة التداولات على الأسهم المقيدة، في حين بلغت نسبة الأجانب 5.6% والعرب 5.5%، وقد أسفرت هذه الفترة عن تسجيل الأجانب لصافي بيع يقارب 6.100 مليون جنيه، بينما سجل العرب صافي بيع يقدر بـ 4.375 مليون جنيه على الأسهم المقيدة.
نظرة عامة
يمكن القول إن أداء البورصة المصرية في الأسبوع الأول من سبتمبر جاء باهتًا، متأثرًا بعوامل عدة أهمها قلة عدد الجلسات التي اقتصرت على أربع فقط بدلاً من خمس، بسبب عطلة المولد النبوي الشريف يوم الخميس 4 سبتمبر 2025، كما ساهم غياب الأخبار الاقتصادية الجوهرية أو القرارات المحفزة في استمرار حالة الترقب والحذر بين المستثمرين.
ويترقب المتعاملون خلال الفترة المقبلة عودة النشاط تدريجيًا مع استئناف التداولات الكاملة، في انتظار ظهور محفزات سواء على صعيد نتائج أعمال الشركات أو التطورات الاقتصادية العامة التي قد تعيد الزخم للبورصة المصرية وتدفعها نحو مسار أكثر إيجابية.